El camino de la gloria para los jóvenes
طريق المجد للشباب
Géneros
ونحن نعبس بإيحاءات تصور لنا أنفسنا في صور مختلفة، وبعض هذه الإيحاءات سلبي، حين يتوهم أحدنا أنه مظلوم أو مريض أو سيئ الحظ، أو عاجز عن التخلص من عادة سيئة أو حين يأسف على الماضي أو يحزن على فرصة فاتته فيتوتر جسمه ونفسه، وهذا الإيحاء السلبي يعين لنا صورة أو خيالا حافلا بالتعس والانحطاط تنتهي إلى إيذاء الجسم والنفس معا، ونبلغ الشيخوخة ونحن في الأربعين، وتتسلط علينا الأمراض الوهمية التي تعود حقيقة بقوة العاطفة.
ولكن هناك إيحاءات إيجابية توحي الصحة والطمأنينة والابتهاج، تغلغل عواطف في نفوسنا فنعيش كتلك الفتاة في طرب الابتهاج ونشوة الفوز، وقد لا نبلغ ما بلغته؛ لأن الجنون قد أقام بينها وبين الواقع سدا كثيفا فاستسلمت لخيالها، ولكن إذا نحن لم نبلغ ما بلغته فإننا على الأقل نستطيع بالإيحاء أن نجعل خيالاتنا عن أنفسنا حسنة، فنوحي أحسن الإيحاءات التي تتسلط على جسمنا وتوجهه التوجه السديد.
لقد دلت الإحصاءات في إنجلترا على أن هناك علاقة بين التعمير وبين الحرفة، وأعظم المعمرين في إنجلترا هم القسيسون، وذلك للطمأنينة التي يكتسبونها من العقيدة.
ونحن في ظروفنا الحاضرة نعمل بأعصابنا أكثر مما نعمل بعضلاتنا، حتى لقد قيل: إننا نسير مهمومين ونتحدث محمومين ونناقش غاضبين، ولذلك ينهار الجسم أمام أعباء النفس.
الفصل الخامس والأربعون
الحياء والخجل
الحياء من الفضائل الأنيقة السامية التي لا نعرف قيمتها إلا حين نفتقدها، ولا نجدها في أولئك الواغلين والوقحين والصاخبين والمستهترين، الذين يؤذوننا بوجودهم، ويخنقون جونا بأصواتهم وحركاتهم، الذين إذا ضحكوا قهقهوا، وإذا مرحوا أسرفوا وعربدوا.
ويجب لذلك أن يكون كل منا على شيء كبير من الحياء الذي يجعلنا نتحفظ في حديثنا، ونتصون في سلوكنا، فلا نفتات على الحقوق الصغيرة التي يتمتع بها غيرنا، ولا نتجرأ على التماس الألفة في غير موضعها.
ولكن هذا الحياء يستحيل إلى رذيلة، حين يكون خجلا ملازما، يجعلنا على الدوام محجمين عن التعرف والحديث، نعتزل المجتمع بالصمت، حتى حين نكون بين أعضائه، ونكره الزيارة والاختلاط مع ما فيها من أنسة ورقي اجتماعيين.
وكم من شاب فاتته الفرص العظيمة؛ لأنه كان خجولا لا ينطق ولا يتقدم إلا في مشقة وتكلف.
Página desconocida