El camino de la gloria para los jóvenes
طريق المجد للشباب
Géneros
هذه هي الشروط الثمانية التي وجد تيرمان بالاستقراء أنها تتوافر في جميع الذين هنئوا بالزواج، وخلاصتها عندما نتأملها جميعها أن الشاب والفتاة يسعدان إذا كانا قد عاشا قبل الزواج في عائلة حسنة، قد وجدا فيها الحب بين أبويهما والحب لهما، في بيت قد خلا من القسوة والمشاجرة، وذلك لأن هذا الوسط يبعث الطمأنينة في نفس الطفل أو الطفلة، فإذا شب كلاهما نظر إلى الدنيا نظرة التفاؤل والجرأة وليس نظرة التشاؤم والخوف، ثم هما قد تعودا المسالمة ومعالجة الصعوبات بالوفاق والتعاون في بيت الأبوة، وهذا الأسلوب ينتقل معهما إلى بيت الزوجية فلا يكون شقاق أو خلاف.
ونحن نعيش حياتنا وفق الأسلوب الذي تعلمناه من أبوينا مدة الطفولة، ولكن القدوة هنا أهم من التعليم؛ لأن الطفل الذي يرى أبويه في شجار تزول عنه الطمأنينة، فينشأ وهو يخاف الزواج، ويعامل زوجته بالتوجس كما يخاف كل شيء آخر.
فالسعادة الزوجية عادة، أو بالأحرى عادات، في المعيشة نتعلمها في الطفولة من أبوينا، ولكن يجب ألا يرعبنا هذا، إذا كان حظنا قد ساء وقضى بأن نعيش ونحن أطفال في عائلة يعمها الشقاق؛ لأننا نستطيع بالتعقل الوجداني أن نغير الأسلوب الذي تعلمناه من أبوينا، وإن كان هذا التغيير شاقا؛ أي: عندما نجد أن حياتنا الزوجية في شقاق دائم يجب أن نسأل: هل هذا الشقاق يعود إلى أسلوب في المعاملة وعادات في المعيشة تعلمناها من أبوينا اللذين لم يسعدا بزواجهما؟
وإذا صح هذا لدينا فإننا جديرون بأن نصحح من أسلوبنا وعاداتنا بما يتفق وسعادتنا.
الفصل التاسع والثلاثون
سعادة الزواج بالتعاون الحبي
عندنا نقرأ قصة، أو نشاهد أحد الأفلام السينمائية، نجد أن المؤلف يبدأ بجهاد عاشقين مع ما يتخلله من غدر أو شهامة، ومن آلام أو ملذات، حتى ينتهي آخر الكتاب أو آخر الفيلم بالنهاية السعيدة وهي الزواج.
وهذا وضع سيئ؛ لأن الزواج يجب أن يكون بداية وليس نهاية، حتى يفهم كل من الشبان والفتيات أنهم عندما يتزوجون سيجدون دنيا جديدة من الصداقة والتعاون، وتربية الأبناء، والاشتراك في الهدف، والمعاشرة الجميلة التي قد تبلغ خمسين سنة، ومثل هذه السنين هي التي تحقق السعادة والخير للزوجين وأولادهما، وهي الجديرة بأن تؤلف عنها الكتب حتى يهتدي بها المتزوجون.
وأسوأ شيء يضر بالحياة الزوجية أن تفهم الفتاة، أو يفهم الشاب، أنه قد «وصل» بالزواج؛ لأن هذا الفهم يجعله يهمل ويتهاون، فلا يبالي تربية نفسه أو زوجته.
ولا يبالي أن يراعي تلك الحقوق والواجبات التي تصون الزواج من العبث والمجانة والاستهتار.
Página desconocida