"وقد ذكرنا مائتي دليل على فضل العلم وأهله في كتاب مفرد" (٧٧٠). ولا يخفى أن المقصود كتاب فضل العلماء الذي ذكره ابن رجب في ترجمة ابن القيم (^١).
وفي موضع آخر تطرق الكلام إلى الأنفع والأفضل من النخيل والعنب وأنّ طائفة رجحت النخل وأخرى رجحت العنب، فقال: "وذكرت كل طائفة حججًا لقولها قد ذكرناها في غير هذا الموضع" (٨٠٨). والظاهر أن المؤلف ﵀ يشير إلى كتابه مفتاح دار السعادة الذي تضمن هذا المبحث (٢/ ١١٧).
(٤) ومنها المباحث المشتركة بين هذا الكتاب والكتب الأخرى للمؤلف، ولا خلاف بينها إلا في الاختصار والتفصيل أو التقديم والتأخير. أما نفسه وبيانه ومنهجه في ذكر الأقوال والمذاهب والموازنة بينها، فهو هو، بل تجد اللفظ بعينه بعض الأحيان.
ومن أمثلتها مبحث طويل في مذاهب الناس في أطفال المشركين (٨٤٢ - ٨٧٧). وقد ورد المبحث نفسه في كتاب أحكام أهل الذمة (١٠٨٦ - ١١٣٠)، وفي حاشية المؤلف على سنن أبي داود (١٢/ ٣٢٠).
ومن ذلك أيضًا تفسير المؤلف لدعاء النبي ﷺ: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال" (٦٠٥). وقد فسره أيضًا في بدائع الفوائد (٧١٤) ومفتاح
_________
(^١) الذيل على طبقات الحنابلة (٥/ ١٧٥). وانظر: ابن قيم الجوزية للشيخ بكر بن عبد اللَّه أبو زيد (٢٨٢).
المقدمة / 14