14

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Editorial

دار البصيرة

Edición

الأولى

Ubicación del editor

الإسكندرية

فيُثاب على مباحاته التي يقصد بها الاستعانة على الطاعة. وإن كان أصل مقصوده عبادة غير الله، لم تكن الطيِّبات مباحة له، فإن الله إنما أباحها للمؤمنين من عباده، بل الكفار وأهل الجرائم والذنوب وأهل الشهوات يحاسبون يوم القيامة على نِعَم الله التي تنعَّموا بها، فلم يشكروه، ولم يعبدوه بها، ويقال لهم ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتَم بِهَا﴾ (سورة الأحقاف، الآية: ٢٠).

وأما إذا فعل المؤمن ما أبيح له قاصداً للعدول عن الحرام إلى الحلال، لحاجته إليه، فإنه يُثاب عليه. وأما ما لا يحتاج إليه الإنسان من قول وعمل، بل يفعله عبثاً، فهذا عليه لا له، لحديث: ((كُلُّ كَلامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ، لا لَهُ، إِلاَّ أَمْراً بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرَ الله))، (( وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِالله وَاَلْيَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لَيَصْمُتْ)). فأمر المؤمن بأحد أمرين: إما قول الخير أو الصِّمات. ولهذا كان قول الخير خيراً من السكوت عنه، والسكوت عن الشر خيراً من قوله؛ إذ ليس من شرط ما عليه أن يكون مستحقاً لعذاب جهنم، وغضب الله، بل نقص قدره ودرجته عليه.

٢٧ - ولفظ الصالح والشهيد يذكر مفرداً فيتناول النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء، ويذكر مع غيره فيفسر بحسبه.

٢٨ - ولفظ الفسوق والعصيان والكفر: فإذا أطلقت المعصية والفسوق (تناولت) الكفر فما دونه، وإذا قيدت أو قرنت مع غيرها كانت على حسب ذلك.

٢٩ - فالشفاعة الحسنة: الإعانة على الخير الذي يحبه الله ورسوله، من نفع من يستحق النفع، ودفع الضَّرِّ عمَّن يستحق دفع الضر عنه، والشفاعة السيئة: الإعانة على ما يكرهه الله ورسوله، كالشفاعة التي فيها ظلم الإنسان، أو منع الإحسان لمن يستحقه.

٣٠ - الإله هو المستحقُّ للعبادة، فكل ما يعبد به فهو من تمام تألَّه العباد له، فمن استكبر عن بعض عبادته، سامعاً مطيعاً في ذلك لغيره، لم يحقق قول: لا إله إلا الله، في هذا المقام.

14