بالشمع دَان وَأمر بإحضار التفنقية والفرسان وَمد الانطاع وصير إِلَيْهِم الجوامك الغامرة وخلع عَلَيْهِم الْخلْع الفاخرة كل ذَلِك من خزانَة الْقَائِد ورزق السَّاعِي للقاعد وَأما أَصْحَاب الباشا فهم خلاصته الأقدمون وَأهل بيعَته الْأَولونَ ثمَّ أنفذ فِي أثْنَاء اللَّيْل رسلًا خفافا إِلَى أَعْيَان الْأَشْرَاف بِمَكَّة وحرك نُفُوسهم على الشريف المحسن وأودع الرُّسُل إِلَيْهِم جملَة مِمَّا خف من المَال الَّذِي يمِيل بقلوب الرِّجَال ورغبهم فِي الدُّخُول تَحت سنجقه الخافق ورهبهم أَن لم يقطعوا عَن المحسن العلائق ثمَّ أَنه بعد ذَلِك توجه فِي أقرب حَال على مَكَّة المشرفة فِي زِيّ عَجِيب وجيش مهيب فَلَمَّا شَارف دورها وقارب معمورها خرج إِلَى حربه جمَاعَة من الاشراف بنية فَاسِدَة وَقُلُوب مائدة
(وخيل مَا يخر لَهَا طعين ... كَانَ قِنَا فوارسها ثمام)
وانجلى الْأَمر عَن تخلي المحسن وَولده زيد إِلَى الْيمن وَاسْتقر أَحْمد بن عبد الْمطلب بِمَكَّة وقطن وَلما وصل المحسن وَولده زيد إِلَى حَضْرَة الإِمَام لم يتْرك مَا يتَوَجَّه لَهما من الإجلال والاعظام وتقلبت الْأَحْوَال من حَال إِلَى حَال وَمَات الشريف المحسن بِصَنْعَاء الْيمن وَدفن بَقِيَّة الْإِسْكَنْدَر الْمَعْرُوفَة
وَأما أَحْمد بن عبد الْمطلب فَأَنَّهُ اقتعد كرْسِي المملكة الحجازية ونبذ جلال السُّلْطَان خلف ظهرة كَمَا تصنع الجلالية وَأَقْبل على تفقد أَحْوَال مَكَّة وَأعْطى كلا من السَّائِلين مقترحه على قدر أسئلتهم حَتَّى أَن بَعضهم اقترح عَلَيْهِ الْقَتْل على
1 / 96