أَحْمد الحيمي للسعاية فِي استمالة ابْن أَخِيه حَتَّى يسْعد للرُّجُوع إِلَى دياره فأسعد أَحْمد وَالْعود أَحْمد وَلما وصل حَضْرَة الإِمَام ظهر مِنْهُ الإبتهاج واستقام الاعوجاج وزوجه بِإِحْدَى بَنَاته وَحمد مَسْعُود حركاته ثمَّ اسْتَأْذن للعام الْقَابِل فِي حج بَيت الله الْحَرَام فَأذن لَهُ مَعَ جملَة من الْأَعْيَان والأهل والأرحام
وَفِي هَذَا الْعَام أَو الَّذِي قبله من الأعوام اتّفق أَن بعض السادات الثِّقَات سَار إِلَى بِلَاد شمات فَنزل إِلَى بركَة للشُّرْب مِنْهَا فِي تِلْكَ الْجِهَات فَوجدَ بهَا جمجمة ملقاة على الأَرْض وَفِي فمها لجام من الْحَدِيد فخاطبها السَّيِّد بمقال يستكشف فِيهِ الْأَمر بِلِسَان الْحَال فَلم يشْعر إِلَّا بِصَوْت عَظِيم من تِلْكَ الجمجمة دَاخله من الْفَزع مَا خر مَعَه لوجهه ملقى على المَاء خَارِجا عَن طور الْعقل لَا يفرق بَين الأَرْض وَالسَّمَاء وَلما حَان مِنْهُ أَن يفِيق واستأنس بمارة الطَّرِيق دفنُوا تِلْكَ الجمجمة وَقد صَارَت لسوادها كالحممة فَمَا تمّ الدّفن وانطبقت عَلَيْهَا الحفرة انطباق الجفن حَتَّى لفظتها الأَرْض وقذفها طولهَا وَالْعرض فَتركت كَمَا هِيَ وتفطن السَّيِّد أَن هَذَا وَالْعِيَاذ بِاللَّه من نمط عَذَاب الْقَبْر الَّذِي يظهره الله أَحْيَانًا للزجر
وَفِي هَذَا الْعَام تجهز جمَاعَة للتِّجَارَة من الحساء والبحرين وَالْبَصْرَة
1 / 89