الْحُسَيْن الجوفي أَمِير بيحان وَتلك الْبلدَانِ استدعى إِلَى صنعاء من أجل قتل بعض قرَابَته ببيحان فَتوفي بهَا
وَفِي شَوَّال مَاتَ القَاضِي الْعَالم عَليّ بن سعيد الهبل بعد أَن طعن فِي السن وَذهب بَصَره كَانَ حَاكما بشهارة بتولية الْمُؤَيد بِاللَّه معولا عَلَيْهِ مرجوعا فِي أَكثر القضايا إِلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ إِمَامه إنتقل إِلَى بِلَاده خولان صنعاء وسيقت إِلَيْهِ واجباتها وَلما قضى نظر الإِمَام المتَوَكل على الله بتوليه الْبِلَاد إرتفعت يَد القَاضِي عَن الإصدار والإيراد وتخلف عَنهُ مَا كَانَ ينساق إِلَيْهِ من الأمداد فانتقل بأَهْله إِلَى رَوْضَة حَاتِم وَأدْركَ بهَا حسن الْخَوَاتِم فَهِيَ كَمَا قلته فِي قصيدة
(مَا يعدل الرَّوْضَة الْغِنَا وبهجتها ... سوى الْجنان فَلَا تنقص وَلَا تزد)
(فنونها نعْمَة للناظرين وَفِي ... أفنانها نعْمَة للطائر الغرد)
(أقمارها عانقت أَغْصَانهَا جذلا ... وصافحتها قماراها يَد الْيَد)
(والفوج يحمل فِي راحات ساحتها ... مجامر الند فِي الحارات والسدد)
(وَالنّهر يمشي الهوينا فِي جداولها ... كَأَنَّهُ الْملك يمشي مشي مقتصد)
(يسْقِي قَوَارِير كرم للبياض بدا ... كلؤلؤ بَين منثور ومنتضد)
(ورازقيا غَدا فِي كف قاطفه ... كَأَنَّهُ ذهب فِي كف منتقد) (
وَمَات القَاضِي بهَا فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَفِي ذِي القعده حصل حَرْب فِي صعفان من بِلَاد حراز بِسَبَب محجر المرعا إختلفت فِيهِ أَحْكَام الْحُكَّام فَأخذ كل فريق بقول إِمَام وأفضى الشجار إِلَى قتل سَبْعَة أَنْفَار فبادر الإِمَام بِالْإِرْسَال عَلَيْهِم وأدبهم بِمُقْتَضى الْحَال