Historia y descripción de la Mezquita de Tulun
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Géneros
ومما يلفت النظر أن منارة ابن طولون، وإن تكن من فوق مستديرة ومن تحت مربعة، فالمحقق أنها كانت في وقت من الأوقات أكثر شبها بمنارة سامرا عما هي عليه الآن (راجع المقريزي، ج2، ص267، وابن دقماق، ج4، ص124، وأبا المحاسن، ج2، ص8 و9) وقد رووا عن أحمد بن طولون حكاية الدرج الأبيض، وهذه الحكاية نفسها متداولة عن المنارة الملوية بسامرا، على أنه إذا انطبق ما جاء فيها من الوصف على المنارة الملوية فإنه لا ينطبق على منارة ابن طولون، كما هي الآن، وهذا يفضي بنا إلى السؤال الآتي :
هل أدخلت على المنارة تعديلات؟ الجواب: نعم؛ لأننا إذا بحثنا نجد أن العقدين الموجودين على شكل حدوة الفرس اللذين يصلان المنارة بالمسجد يرجعان إلى زمن متأخر؛ لأن هناك شباكين يقطعانهما في مرورهما، وإذا اعتبرنا - ولنا الحق - أن القاعدة المربعة والعقدين المتصلين بالجامع عهدهما متأخر، فما هو العصر الذي يعين لهما؟
قال ناصر خسرو، وقد زار القاهرة في خلال سنة 1047 و48: إن أولاد ابن طولون باعوا الجامع للحاكم في أيامه بمبلغ 30000 دينار، وبعد قليل شرعوا في هدم المنارة، ولما سئلوا في ذلك قالوا: إنهم لم يبيعوها، وعند ذلك ألزمهم الخليفة بأن يستردوا الجامع (راجع ترجمة شيفر، ص145 و146)، والمحتمل أن تكون المنارة حصل فيها تجديد وقتئذ، ولو أن مؤرخي الجامع سكتوا عن هذا الموضوع، وعلى أي حال كانت المنارة بحالة سيئة لما لجأ لاجين إليها.
ثم قال مستر كريسول: ومن المناسب أن ننظر فيما إذا كان شكلها الحالي يرجع إلى ذلك الوقت، وعلق على ذلك بأن هناك علامتين متباينتين تدلان على ذلك؛ الأولى: عقدان على هيئة حدوة الفرس وهما اللذان ذكرناهما فيما تقدم، وعقد من قبيلهما بنهاية السلم (لوحة رقم 14 حرف أ)، وأربعة أزواج من العقود المسدودة بالوجوه الأربعة من المربع التحتاني من المنارة، والأعمدة اللولبية المضلعة المتخذة كحوامل في الوسط لثلاثة من العقود المذكورة؛ لأن العقود التي من هذا القبيل ظهرت لأول مرة في مدرسة وتربة قلاون 683 و84 هجرية، فوق المدخل، ووجدت عقود منها على منارة هذه المدرسة ومنارة مدرسة تربة سلار وسنجر الجاولي 703 هجرية، ثم قال: ومن المحتمل جدا أن يكون قسم من التغييرات التي وقعت في المنارة من ضمن الأعمال التي أجراها لاجين في سنة 696 هجرية، وكذلك النهاية التي على هيئة المبخرة الموجودة الآن تتفق مع هذا التاريخ (راجع «السلسلة التاريخية» لكريسول، ص46-48).
ولما أزيلت المباني الملاصقة للمنارة وانكشف جانبها تبين أن الحجارة المكونة منها المداميك لم تنحت سطوحها، وأن هناك فرقا عظيما بين مباني الجامع والمنارة.
وللتثبت مما إذا كان بناء المنارة كله خارجا وباطنا من عصر واحد، نقب فيه نقب بعرض متر وارتفاع ثلاثة أمتار تقريبا في الجانب الجنوبي من الكتلة المكونة للقاعدة بارتفاع الصفف التي على هيئة طاقات، فظهر ما يأتي:
أولا:
أن البناية على امتداد النقب كله من نوع واحد.
ثانيا:
أنه لا يوجد فاصل في أجزاء البناء بين خارج البناء وداخله.
Página desconocida