Historia y descripción de la Mezquita de Tulun
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Géneros
ولا يبعد أن تكشف أعمال التخلية المنتظر إجراؤها حول المسجد عن بقايا يستدل منها على أبواب أخرى.
ومن الاطلاع على القطاع الأفقي تعرف مواقع الأبواب، وما هو المفتوح منها والمسدود، ولا يوجد بين هذه الأبواب أبواب كثيرة فخمة مما اتخذ في المساجد بعد عهد بناية المسجد، وإنما هي أبواب بسيطة معابرها أفقية
29 (راجع اللوحة رقم 5 حرف أ).
الآجر
والجامع مبني بالآجر المجلل بطبقة سميكة من الجص، قال سلادين: والذي دعا ابن طولون لبناء جامعه بالآجر مع وجوده بسفح المقطم هو أن المهندس كان كلدانيا فبنى الجامع بالمواد المألوفة عنده.
30
وفي الروايات المتواترة عن الجامع نسب إلى أحمد بن طولون أنه لما أراد بناءه قال: أريد أن أبني بناء إن احترقت مصر بقي، وإن غرقت بقي، فقيل له: يبنى بالجير والرماد والآجر الأحمر القوي النار إلى السقف، ولا يجعل فيه أساطين رخام؛ فإنه لا صبر لها على النار، فبناه هذا البناء ... (ابن دقماق رابع، ص123، و«الخطط» للمقريزي ثان، ص266)، ويؤخذ من ذلك أن البناء بالآجر في ذلك الوقت لم يكن شائعا كثيرا، ولا ينقض ذلك ما وجد بالفسطاط من بقايا أبنيته المشيدة بالآجر فإنها لا ترجع إلى ما قبل العصر الطولوني.
والمعروف في تاريخ العمارة أن المصريين كانوا يستعملون اللبن في العهد القديم بدليل وجوده بوفرة في أطلال مصر، ومع ذلك فإنه لم يبلغ ما كان عليه عند الأمم الآسيوية من الانتشار بسب قلة المحاجر التي تستخرج منها الكتل العظيمة عندهم على عكس مصر فإن فيها الجرانيت والسماق، وقد وجد في مصر بعض طرق كانت تعد لنقل المهمات والمواد اللازمة لتشييد بعض الأهرامات مبنية باللبن، وكانت الأهرامات في الغالب تبنى نواتها من الطوب وتكسى بالحجر.
أما الآجر فإن المصريين لم يستعملوه إلا في أحوال خاصة، كما في مجرى مدينة آبو مثلا، وهيكل موت بالكرنك، على عكس ما كان في العراق؛ فإن الآجر الجيد الحريق كان يستعمل دواما،
31
Página desconocida