La era de los Califas Rectos: Historia de la Nación Árabe (Parte Tres)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Géneros
رمينا عليهم بالقبول وقد رأوا
غبوق المنايا حول تلك المحارف
صبيحة قالوا نحن قوم تنزلوا
إلى الريف من أرض العريب المقانف
12
فتح السواد
لما تم لخالد فتح الحيرة والقصور، دخل الحيرة فصلى صلاة الفتح - وهي ثماني ركعات بتسليمة واحدة - ثم خطب الناس، فحمد الله وشجع المسلمين على الاستمرار في الفتح، وكان مما قاله في ذلك الحين قوله: لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة أسياف، ثم صيرت في يدي صفيحة يمانية، فما زالت معي، وما لقيت قوما كقوم لقيتهم من أهل فارس، وما لقيت من أهل فارس قوما كأهل «أليس».
ثم إنه بعث المقداد إلى ضواحي السواد، فعلم بذلك زعماؤها، فتقاطروا إليه يعلنون خضوعهم، وكان أول القادمين دهاقين الملطاطين، والدهقان زادن بن بهيش، ودهقان فرات سربا، فصالحوه على ما بين «الفلاليج» إلى «هرمز جرد» على ألفي ألف درهم، وأن للمسلمين ما كان لكسرى، وكتب لهم كتابا هذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من خالد بن الوليد لزاد بن بهيش وصلوبا بن نسطوتا، إن لكم الذمة وعليكم الجزية، وأنتم ضامنون لمن نقبتم عليه من أهل «البهقباذ» الأسفل والأوسط، على ألفي ألف تقبل في كل سنة في كل ذي يد سوى ما على «بانقيا وبسما»، وإنكم قد أرضيتموني والمسلمين، وإنا قد أرضيناكم وأهل «البهقباذ الأسفل» ومن دخل معكم من أهل «البهقباذ الأوسط» على أموالكم، ليس فيها ما كان لآل كسرى ومن مال ميلهم . وشهد هشام بن الوليد، والقعقاع بن عمرو، وجرير بن عبد الله الحميري، وبشير بن عبيد الله بن الخصاصية، وحنظلة بن الربيع، وكتب سنة اثنتي عشرة في صفر.»
ثم بعث خالد عماله إلى أراضي السواد لينظموا أموره، كما بعث إلى أمراء فارس كتابا هذه صورته: «بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فالحمد لله الذي حل نظامكم، ووهن كيدكم، وفرق كلمتكم، ولو لم نفعل ذلك كان شرا لكم، فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجزكم إلى غيركم، وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.»
وكتب إلى المرازبة كتابا هذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فالحمد لله الذي فض حدتكم، وفرق كلمتكم، وجفل كرمكم، وكسر شوكتكم، فأسلموا تسلموا، وإلا فاعتقدوا في الذمة وأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون شرب الخمر.» وبعث خالد هذه الرسائل وأخذ يعد العدة ويرتب أموره، وبينما هو منصرف إلى ذلك جاءه خبر الحرب الأهلية تقع بين الفرس بعد موت ملكهم «أردشير» واختلاف أمراء البيت المالك فيما بينهم، فلما وصلتهم كتب خالد اجتمع الأمراء واتفقوا على تولية «فرخ زاد» والتفوا حوله، فأخذ ينظم أمورهم ويرتب جيوشهم لعله يستطيع أن يوقف الزحف الإسلامي المنحدر نحوهم.
Página desconocida