La Era de la Coherencia: Historia de la Nación Árabe (Parte Cuatro)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Géneros
وهذا السور راجع إلى ما قبل الفتح الإسلامي، ويقول فون كريمر: إن علو هذا السور المحيط بالمدينة كان عشرين قدما وسمكه خمسة عشر، مكون من حجارة ضخمة جدا، تكاد تكون من عمل الجن، وهي حجارة مربعة، وهي مبنية في بعض المواضع على خط يرجع أسلوب بنائه إلى ما قبل العصر اليوناني.
45
ولا تزال أطلال هذا السور وأبواب المدينة الضخمة باقية إلى أيامنا هذه تؤيد ما يقوله فون كريمر.
وعلى الرغم من النكبات التي حلت بالمدينة خلال العصور من غزو الفرس، فإن ما كان يبذله الأباطرة الرومان من إصلاح سورها، وقلاعها، وأبوابها، وخندقها المحيط بالمدينة، وبخاصة في عهد الإمبراطور «ديو كلشيان».
46
فإنها كانت حين الفتح العربي محكمة الأسوار، متينة الأبواب، كما حدثنا المؤرخون العرب الذين صوروا لنا حصارها، كالطبري وابن الأثير والبلاذري.
أما سكان الشام الأصليون فهم: الحثيون، والآراميون، والسريانيون، والفينيقيون، والعرب، والعبرانيون، وقد اجتمعت كل هذه العناصر في العاصمة دمشق، أما العنصر البارز في المدينة على العهد الأموي، فالنصارى من الروم والسريان والعرب، ثم اليهود والفرس والزط، أما النصارى فقد كانوا الكثرة الساحقة حين الفتح الإسلامي؛ فقد روى البلاذري في فتوح البلدان، ص127: «أنه لما فرغ المسلمون من قتال من اجتمع لهم بالمرج، أخذوا الغوطة وكنائسها عنوة وتحصن أهل المدينة وأغلقوا بابها.» وفي كتاب الصلح الذي أعطاه خالد لأهل المدينة: هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق، إذا دخلها أعطاهم أمانا على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم.
47
فهو قد ذكر الكنائس؛ لأن أكثر أهل المدينة كانوا نصارى وهم الحكام، أما غيرهم من يهود ووثنيين وفرس، فإنهم كانوا قلة، ويظهر أن كثيرا من النصارى قد غادروا المدينة بعد الفتح ولحقوا بهرقل وهو في أنطاكية. روى الواقدي أن دمشق لما فتحت لحق بشر كثير من أهلها بهرقل وهو بأنطاكية، فكثرت فضول منازلها فنزلها المسلمون.
48
Página desconocida