La Era de la Coherencia: Historia de la Nación Árabe (Parte Cuatro)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Géneros
وصلى عليه الوليد ابنه وهو ابن خمس عشرة.
وكان يزيد - كما قلنا - فتى ماجنا، يحب اللهو ويحيا حياة الشعر والمجان، وقد كان الفرق شاسعا بين عهده وعهد سلفه؛ فإنه عزل عمال عمر الصالحين، وأرجع سب الإمام علي على المنابر، ولم يكن بالخليفة الذي تحمد سيرته في دولة الحكم، وإن كانت أخباره وأشعاره وقصصه محمودة في دولة الأدب.
وفي أيامه انقسم بنو أمية، وازداد النفور بينهم؛ فقد كان أخوه هشام يكرهه لسوء سيرته، وينتقصه ويتمنى موته، فكان إذا بلغ يزيد ذلك اشمأز، حتى إنه كتب إليه يوما: «أما بعد، فقد بلغني استثقالك حياتي، واستبطاؤك موتي، ولعمري إنك لواهي الجناح، أجذم الكف، وما استوجبت منك ما بلغني عنك.»
فأجابه هشام: «أما بعد، فإن أمير المؤمنين متى فرغ سمعه لقول أهل الشنآن وأعداء النعم، يوشك أن يقدح في فساد دار البين، وتقطع الأرحام، وأمير المؤمنين بفضله وما جعله الله أهلا له، أولى أن يتعهد ذنوب أهل الذنوب، فأما أنا فمعاذ الله أن أستثقل حياتك، وأستبطئ وفاتك.»
فكتب إليه يزيد: «مغتفرون ما كان منك، ومكذبون ما بلغنا عنك، واحفظ وصية عبد الملك أبينا وقوله لنا في ترك التباغي والتخاذل، وما أمر به من إصلاح ذات البين، واجتماع الأهواء؛ فهو خير لك وأملك بك، وإني لأكتب إليك، وأعلم أنك كما قال الأول:
سنقطع في الدنيا كما قد قطعتني
يمينك، فانظر أي كف تبدل؟
فإن لم تكن تنصف أخاك وجدته
على طرف الهجران إن كان يعقل»
7 (5) المشهورون في عهده (1)
Página desconocida