La era del despegue: Historia de la nación árabe (segunda parte)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Géneros
ومنها التدليس على المسلمين، واختراع الأباطيل والأكاذيب ونسبتها إلى دين الله سبحانه، وإلصاق ذلك بالمسلمين، وأنهم يصدقون بتلك الأكاذيب. وقد كذب القرآن ذلك كله، وأشار إليه في الآيات (77-78) من سورة آل عمران ...
ومنها صد الناس عن الدخول في الدين، ومنعهم من إعلان إيمانهم بالرسالة المحمدية، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وقد وضحت ذلك آيات سورة آل عمران (98-100)، وسورة التوبة (آيات 32-34).
ولما ضاق الرسول الكريم بهم وبدسائسهم ونقضهم العهد، نكل بهم، ثم أمر بإجلائهم عن المدينة المنورة وما حولها من القرى، كما رأينا تفصيل ذلك في الباب الماضي.
الفصل الثاني
النصارى
كان في الحجاز خاصة والجزيرة العربية عامة كثير من النصارى من غير العرب أو العرب، وكانت صلتهم بالعرب من غير النصارى حسنة في الغالب، وعلى الرغم من أن القرآن حمل عليهم لبعض مواقفهم العدائية معه واعتقاداتهم الباطلة، فإنه كثيرا ما كان يثني عليهم لأخلاقهم الطيبة وحسن معاملتهم للمسلمين، وخلوصهم من الكيد والدس والحقد الذي يغلي في قلوب اليهود والمتهودين من العرب.
إن في القرآن والأحاديث المنقولة عن النبي وعن كبار الصحابة آيات وأحاديث كثيرة تبين أحوال النصارى في عهد النبي، ويمكننا إجمالها في المواقف الآتية: (1) موقف التحبب والموادعة
وبخاصة في أول أمر الدعوة الإسلامية، وحين هاجر المسلمون إلى الحبشة النصرانية، فأكرم النجاشي وفادتهم وسمع بعض آيات القرآن الحكيم واطمأنت إليها نفسه، وآمن نفر من حاشيته وبطانته. ويتجلى لنا هذا الأمر في قوله تعالى من سورة المائدة (آيات 82-86):
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم . (2) موقف المناظرة والنقاش
على أن موقف التحبب والموادعة لم يدم طويلا، فإن قسما من النصارى قد حادوا عن الطريق السوي، إما بالنسبة إلى النصرانية نفسها، وإما بالنسبة إلى الإسلام، فاضطر النبي
Página desconocida