La era del despegue: Historia de la nación árabe (segunda parte)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Géneros
157
ثم أطلقوها على كل عمل يستدعى به الربح وكسب المال الحلال بالبيع والشراء والعمل في الأسواق، قال الراغب الأصفهاني: التجارة التصرف في رأس المال طلبا للربح.
158
وقد كانت للعرب قبل الإسلام رحلات تجارية مشهورة، كما كان لهم أسواق اقتصادية أمرها معروف. وللنبي أحاديث كثيرة في الحض على الاتجار، وفي تبيين مزايا التجارة وشرائطها، وما يجب على صاحبها من الأخلاق والأعمال. وقد جمعت كتب السنة طرفا من ذلك في أبواب «الكسب» و«العمل» و«البيوع»، كما ألف فيها جماعات منهم الجاحظ في رسالته: «مدح التجار وذم عمل السلطان»، ومنهم الباعلوي حسين بن محمد حسين الحبشي (782) في كتابه القيم: «البركة في فضل السعي والحركة»، ومنهم أبو الفضل جعفر بن علي الدمشقي صاحب «الإشارة إلى محاسن التجارة»، ومنهم الشهاب محمد بن حسن بن الصائغ الدمشقي صاحب «الألفية الميمية في التجارة والصنائع والفنون»، ومنهم محمد بن أبي الخير الأرميوني صاحب «النجوم الشارقات في بعض الصنائع المحتاج إليها في بعض الأوقات»، ومنهم الخزاعي في كتابه الجامع المفيد الذي نشره السيد عبد الحي الكتاني، وزاد عليه زيادات جليلة ونشره في القسم الثاني من «التراتيب الإدارية»، وهو أجمع ما ألف في هذا الموضوع.
التجارة في العصر النبوي
يظهر أن التجارة كانت تطلق في العصر الجاهلي وصدر الإسلام على من يسافر، أو يضرب في الأرض لجلب البضائع وبيعها، أو على من يبيع في الأسواق بيعا جليلا. أما إذا كان بيعا حقيرا فإنه ما كان تاجرا؛ فقد روى قيس بن أبي غرزة قال: كنا نسمى في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم
السماسرة، فمر بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فسمانا باسم هو أحسن منه فقال: «... يا معشر التجار، إن البيع يحضره الحلف واللغو فشوبوه بالصدقة.» فكان أول من سمانا تجارا.
Página desconocida