La era del despegue: Historia de la nación árabe (segunda parte)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Géneros
صلى الله عليه وسلم .
99
وأما العرادات فهي كالمنجنيق، إلا أنها أصغر منه. وفي طبقات ابن سعد أثناء كلامه عن وفد ثقيف على رسول الله: ولم يحضر عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلامة حصار الطائف، كانا في جرش يتعلمان صنع العرادات والمنجنيق والدبابات. ومما يتعلق بعدد الجيش صنع القلاع والحصون، وقد كان العرب يعرفون ذلك في جاهليتهم، فاستمر رسول الله على ذلك. ومما اخترع في عهده أيضا صنع الأخاديد والخنادق، وأول ما صنع ذلك رسول الله في غزوة الأحزاب، أشار عليه به سلمان الفارسي، فأمر النبي بحفره بعد أن خطه، وقطع لكل عشرة من الصحابة أربعين ذراعا، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان؛ لأنه كان رجلا قويا، فقال هؤلاء: هو منا. وقال أولئك: هو منا. فقال الرسول: «سلمان منا أهل البيت.» وفي سيرة ابن هشام: أنه
صلى الله عليه وسلم
حفر الخندق بنفسه، ولما أقبلت قريش فرأت الخندق هالها ذلك، وقالت: إن هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.
100
وقال السهيلي في الروض الأنف: إن اتخاذ الخندق من مكائد الفرس؛ ولذلك تفطن سلمان وأشار به، والفرس أول من حفر الخندق، وبخت نصر أول من اتخذ الكمائن. ومما يتعلق بعدد الجيش راياته وألويته؛ فقد اتخذ النبي لنفسه رايات وأعلاما؛ «فاللواء» ما يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه، و«الراية» ما يعقد فيه ويترك حتى تضعضعه الرياح، وقيل: بل هما شيء واحد، ولكن اللواء دون الراية، وقيل العكس. أما «العلم» فهو الذي يرفع فوق الأمير، يدور معه حيث دار، وقد كان للرسول أناس يحملون رايته
صلى الله عليه وسلم ، ومنهم أبو بكر وعمر وعلي والزبير وسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقيس بن سعد بن عبادة ومصعب بن عمير.
101
وكان من تقاليده
Página desconocida