La era de la disolución: Historia de la nación árabe (Parte seis)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Géneros
27
ويقول آخرون: إن اللفظة نبطية، وأن «كرميته» معناها الأحمر العينين؛
28
لأن حمدان قرمط كان نبطيا من أهل السواد.
أما منشأ هذه الحركة وتطورها فخلاصة ما قيل فيه روايتان: (1)
أنه بعد وفاة عبد الله بن ميمون قام بالأمر بعده ابنه أحمد، وأن أحمد هذا بعث الداعي الحسين الأهوازي إلى الكوفة، وأنه لقي في طريقه، في منطقة النهرين من سواد الكوفة، حمدان قرمط ودعاه للمذهب فاستجاب، وأنزل الحسين في داره، فأقام هذا يدعو الناس فاستجاب له أهل المنطقة، وكان يعيش من الحياكة وحراسة البساتين، ولما حضرته الوفاة عهد بالأمر بعده إلى حمدان. (2)
أن رجلا متعبدا من أهل الأهواز قدم الكوفة، فأخذ يدعو لآل علي فأجابه كثيرون، وأنه كان يأخذ من كل منهم دينارا للإمام، ورتب للدعوة اثني عشر نقيبا من الأهلين، وفرض على أتباعه خمسين صلاة بدل الخمس، ثم أنه رحل إلى الشام ونزل في «سلمية» واستخلف حمدان قرمط.
ونخلص من هاتين الروايتين إلى أن الأهوازي قد استطاع أن ينشر دعوته في الكوفة وسوادها، وأنه عند وفاته أو سفره عهد بالأمر إلى حمدان الملقب بقرمط.
ويصف دي ساسي حمدان هذا بأنه كان رجلا ذا طموح وقريحة خصبة، وأنه قام بالدعوة بهمة وحماسة شديدة، وأنه كان لحركة الزنج من التخريب والفوضى والبؤس أثر كبير في نجاح دعوة قرمط، ويذكر الطبري (في التاريخ 1: 338) أن حمدان قد أراد التحالف مع صاحب الزنج حين قام بحركته، ولكن ذلك لم يتم بينهما، وقد اتخذ حمدان منطقة «كلواذي» مقرا لدعوته لتكون بين العاصمة بغداد من جهة، وبين إيران من جهة ثانية. وقد دخل في دعوة حمدان كثير من الأنباط السواديين، كما دخلها بعض الأعراب الذين خدعوا بالدعوة وظنوها دعوة علوية خالصة، وقد وفق حمدان إلى معاونين نشطاء أذكياء ساعدوه كثيرا على نشر دعوته، ومن أجلهم خطرا قريبه «الفقيه عبدان»
29
Página desconocida