La era de la disolución: Historia de la nación árabe (Parte seis)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Géneros
إن المذهب الإسماعيلي - على اختلاف فرقه - من قرامطة وسبعية وتعليمية وغيرها، مذهب باطني، أي إن لكل ظاهر عندهم باطنا مستورا، ولكل تنزيل تأويلا، وأن جميع ما استعبد الله به عباده مما ظهر في الكتاب والسنة، إنما هو أمثال مضروبة تحتوي معاني باطنية، عليها العمل
15
وأن هذا الباطن لا يعرفه إلا عدد قليل هم الأئمة المعصومون ومن يعلمونهم بذلك. (4)
إنهم يقسمون تاريخ البشرية إلى حلقات نبوة عددها سبعة، وإن العقل الكلي يتجسد بين حين وآخر في شخص بعينه يعرف ب «الناطق» يخلف هذا النبي الناطق سبعة أئمة يعرف كل واحد منهم ب «الصامت»، وكل نبي يعلم الناس الحقائق الروحية اللازمية لسيادتهم وهدايتهم بشكل أكمل مما كان عليه سلفه، كما يقضي بذلك نظام التطور الكوني، وإن آخر حلقة نبوة هي حلقة محمد بن إسماعيل، وهو خاتم الأنبياء.
16 (5)
إن الأئمة لا يكونون ظاهرين أبدا، بل منهم من يظهر ومنهم من يستتر؛ ولهذا نجد سلسلة من الأئمة المستورين بين «محمد بن إسماعيل» وبين «ظهور الأئمة الفاطمية»، ولكنه لا بد من وجود دعاة ظاهرين يبشرون بدعوة الإمام المستور، أما الأئمة المستورون فهم صنفان: صنف من أبناء علي جسمانيا، وصنف من أبنائه روحانيا وهم القداحون وإليك رسم شجرتي النسب نقلا عن الأستاذ المستشرق برنارد لويس:
17
وفكرة تقسيم المستورين إلى مستقرين ومستودعين نجدها عند لويس، ولكن مستشرقا آخر هو الأستاذ إيفانوف ينقدها ويفسدها إفسادا لا مجال لذكره هنا،
18
وقد ناقش رأيهما الدكتور عبد العزيز الدوري في كتابه «دراسات عن العصور العباسية المتأخرة»
Página desconocida