Era del Declive: Historia de la Nación Árabe (Parte Siete)
عصر الانحدار: تاريخ الأمة العربية (الجزء السابع)
Géneros
ومن الوظائف الإدارية الرفيعة لديهم: وظيفة الحاجب، وهو الموظف الكبير الذي يتولى أمر باب السلطان أو النائب فلا يأذن لأحد في الدخول عليه إلا إذا استأذنه.
وكان الأيوبيون يكثرون من الحجاب والمماليك الأتراك والجراكسة للجندية وحفظ الحدود والثغور وإدارة شئون البلاد، فلما ضعف الأيوبيون استولى هؤلاء المماليك على الدولة، كما رأيت، وقد قسم هؤلاء المماليك الأمور الإدارية في دولتهم على النمط الأيوبي، ولكنهم زادوا في شعب الإدارة، ونظموا أحوال المماليك؛ لأنهم كانوا عماد الدولة، وكان رأس المماليك هو السلطان نفسه، فإذا كان طفلا تولى الأمر عنه قيم يسمونه «أتابكا» أو «وصيا» وله التصرف في أمور المملكة،
1
ويليه رأس الجيش وهو كبير الأمراء ويسمى «أتابك» العسكر، وهو الذي يتولى أمور الجيش وله شأن عظيم عندهم، ويليه «مقدمو الألوف»، وكان عددهم في مصر أربعا وعشرين، وفي خدمة كل واحد منهم مائة مملوك، وهو مقدم على ألف جندي، وتدق على بابه طبول وزمور يوميا بشكل معروف وأوقات معروفة، ومن وظائف مقدمي الألوف: إمارة السلاح، وإمارة المجلس، وإمارة الدواتدار الأولى، وإمارة الآخور السلطاني، وإمارة الحجاب، وإمارة الحج.
ويلي مقدمي الألوف طبقة «أمراء الطلبخانات» ولهم وظائف معينة هي : إمارة الدواتدار الثانية، ونيابة القلعة، ونيابة الآخور السلطاني، وتليهم طبقة «أمراء العشراوات» وعدتهم خمسون، ثم طبقة أمراء الخمسات وعددهم ثلاثون، ومنهم: أمير الطبر، وشاد القصر، وشاد الأحباس والوقوف، وشاد دور الضرب، وشاد الأسواق، هؤلاء هم كبار موظفي الدولة المماليك العسكريون.
أما كبار موظفي الدولة الدينيون: فهم رجال الوظائف الدينية، ورأسهم «قاضي القضاة» وهو أكبر رجال الدين مكانة، وعليه مدار مصالح الأمة، ويليه «القضاة» الأربعة، وأجلهم مكانة الشافعي ثم الحنفي ثم المالكي ثم الحنبلي، ويليهم «النواب» وهم الذين ينوبون عنهم في القضاء، ويحكمون في الأقاليم والمقاطعات، وقد بلغوا في القرن التاسع نحوا من نيف ومائة نائب، ويليهم «نقيب الأشراف» وهو أجل السادة الأشراف وأعلاهم مكانة، وبه يرتبط مشايخ الصوفية وأرباب الطرق والزوايا.
وأما كبار موظفي الدولة المدنيين: فأعظمهم «الوزير» وهو المنصوب لمهمات أمور الدولة، وإليه يعهد السلطان بتنظيم الممالك إداريا، وله الإشراف على «الديوان» و«بيت المال» و«المواريث»، وهو الذي يتولى أمور رواتب الموظفين التي كانوا يطلقون عليها اسم «العلوفات» كما يتولى جميع أمور نفقات الدولة وخرجها، وقد بلغت في زمان السلطان برقوق في كل شهر خمسين ألف دينار، أما في زمن السلطان خليل الظاهري فقد بلغت أقل من ذلك بشيء يسير،
2
ويليه في المرتبة «ناظر الإنشاء» وهو كاتب السر وكاتمه، وفي ديوانه عدة موقعين يكتبون الرسائل، وتحت هؤلاء الموقعين عدد من الكتاب والمراقبين، ومن الوظائف الإدارية الكبرى: المشرف على أبراج الحمام الزاجل، وأول ما أنشئ عمله في الموصل أيام العباسيين، وحافظ عليه الفاطميون، وبالغوا في أمره حتى أفردوا له ديوانا خاصا، وجعلوا له جرائد معينة بأنساب الحمام وأحواله، وللشيخ محيي الدين بن عبد الظاهر كتاب خاص بأبحاثه سماه: «تمائم الحمائم»، ثم اعتنى به الملكان نور الدين وصلاح الدين، إلى أن كانت الدولة الأيوبية ثم الدولة المملوكية، فازدادت العناية به؛ لما فيه من فوائد ربط البلاد ببعضها وتنظيم أخبارها.
ومنها: الحاجب المشرف على مراكز الثلج من دمشق إلى القاهرة، وقد اعتنوا بتحميل الثلج عناية شديدة في أيام المماليك، وخصوصا أيام الملك برقوق فقد أمر بحمله على الهجن، ورتب له ترتيبات خاصة، وكان قبل ذلك يحمل في البحر من بيروت إلى بولاق في النيل، ثم ينقل على البغال إلى الشراب خانة، ويخزن في صهريج، أما في عهد السلطان خليل الظاهري فقد كانوا يحملونه من حزيران إلى تشرين الثاني في عدة نقلات تبلغ 71 نقلة، ويجهز مع كل نقلة بريدي ومعه ثلاج خبير بحمله ومداراته.
Página desconocida