Era del Declive: Historia de la Nación Árabe (Parte Siete)
عصر الانحدار: تاريخ الأمة العربية (الجزء السابع)
Géneros
أهلكت الناس، ولم تنته هذه المواقع إلا في سنة 1193ه حين تغلب مسرور على عمه، وفرق جنده، وقبض عليه أسيرا مهانا في ينبع حيث لم يبق إلا أياما مات بعدها هو وولده، واستقرت الأمور للشريف مسرور فأخذ يعمل على تهدئة الحالة، والضرب على أيدي العتاة والمفسدين وقطاع الطرق، ولما استتب له الأمر عزم على الزواج، فخطب ابنة مولاي محمد سلطان المغرب الأقصى، وزفت إليه في سنة 1193ه مع كثير من الهدايا والتحف، وكانت سنة خير على الأهلين.
وفي سنة 1194ه عزم الشريف على زيارة المدينة المنورة، وكان معه ثلاثة آلاف وخمسمائة جمل ومائتان وخمسون خيالا وخمسة آلاف من العربان وخمسمائة من الأشراف، وكثير من الكراع والأموال، فلما وصل إلى «بدر» ثار أهلها وحاولوا الفتك به وبجماعته فتغلب عليهم وقتل نفرا منهم، ثم سار حتى المدينة فخاف أهلها منه، وأضمروا له الشر لما بلغهم عن قسوته على الرغم من كثرة الأموال التي نثرها عليهم، ووقعت فتنة بين الأهلين والجنود، واضطر الشريف أن يترك المدينة إلى مكة، وساد الهرج والمرج وعمت الفوضى إلى أن هلك في سنة 1202ه.
الفصل الثالث عشر
المغرب العربي في شمال إفريقية منذ القرن الثامن للهجرة حتى فجر القرن الثالث
عشر
ذكرنا في تأريخ «عصر الاتساق» شيئا عن تاريخ المغرب العربي، والدول التي ظهرت فيه، كما ألممنا بشيء من تاريخ بلاد الأندلس، والدول التي ظهرت فيها منذ الفتح العربي إلى أن خرج منها المسلمون.
1
أما بلاد المغرب العربي في القرن السابع للهجرة والقرن الثالث عشر للميلاد، وما يتبعها من جزائر الباليار، فقد كان يتنازع الحكم فيها دولتان عظيمتان، هما: دولة الموحدين ودولة المرينيين، ودولة الحفصيين، فجزائر الباليار كانت خاضعة للملوك الموحدين، وبلاد مراكش كانت تحت سيطرة الموحدين، ثم أخذها منهم المرينيون بعد سنة 668ه/1269م، وبلاد الجزائر الغربية كانت تحت سيطرة الموحدين حتى سنة 634ه/1236م، ثم سيطر عليها الحفصيون فالمرينيون بعد سنة 669ه/1270م، وبلاد الجزائر الشرقية وتونس وطرابلس كانت تحت سيطرة الموحدين إلى سنة 628ه/1230م، ثم في سنة 628ه/1230م اختص الحفصيون بتونس.
وما أن جاء القرن الثامن للهجرة، الرابع عشر للميلاد حتى غدت السلطة في تلك الديار كما يلي:
بلاد مراكش:
Página desconocida