La Era del Despertar: Historia de la Nación Árabe (Parte Uno)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Géneros
أوصيك يا عبد مناف بعدي
بمؤتم بعد أبيه فرد
فأرقه وهو ضجيع المهد
11
ولما مات عبد المطلب في السنة الثامنة لعام الفيل ارتجت مكة لفقده، وأكثر الشعراء من رثائه وتعديد مناقبه، وفدح المصاب بفقده،
12
وأجمع أبناؤه ووجوه قريش على إسناد السقاية، وهي أجل رئاسات قريش، إلى ابنه العباس، وهو يومئذ أحدث أبنائه، كما عهدوا بكفالة ابن أخيهم عبد الله إلى أخيهم أبي طالب، فتولى أمر تربية محمد وتهذيبه والعطف عليه حتى ألفه محمد، وأصبح لا يطيق مفارقته، ويذكر الرواة أن أبا طالب أراد في السنة التاسعة لعام الفيل أن يخرج للاكتساب والتجارة، وأحس محمد بأن عمه وكافله يريد أن يبتعد عنه، فتعلق به وألح عليه في الذهاب معه؛ فأخذه في رحلة الشام، ويقال إن الركب لما بلغ بصرى الشام، ونزلوا بصرى بقرب صومعة راهب اسمه بحيرا رأى محمدا، فتوسم فيه الخير، ودعا له، وأوصى عمه به،
13
فاشتد حرص أبي طالب على ابن أخيه، وأصبح لا يفارقه إلى أن عاد من رحلته، وكان محمد يشب ويترعرع وهو متخلق بأفضل الأخلاق متصف بأنبل السجايا بعيد عن أوضار الجاهلية، ويجمع الرواة والمؤرخون على أنه اشترك في هذه الفترة من عمره بحادثتين؛ «أولاهما»: شهود حلف الفضول الذي عقدته قريش بينها على نصرة كل مظلوم بمكة. «وثانيهما»: خروجه مع أعمامه في حرب الفجار التي وقعت بين قبائل قريش وكنانة وبين قيس وعيلان،
14
Página desconocida