La Era del Despertar: Historia de la Nación Árabe (Parte Uno)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Géneros
2
آيات تدل على أن هؤلاء الأدوميين قد حاربوا الإسرائيليين في عهد الملك شاوول (طالوت)، وكان ذلك في القرن العاشر ق.م، ولكن طالوت لم يستطع التغلب، فلما تولى أمر بني إسرائيل «داود» - عليه السلام - حمل عليهم، وأغار على بلادهم وأخضعهم، ورجع إلى فلسطين بعد أن أقام في بلادهم حامية، ولكن زعيم الأدوميين جمع قواه، وأراد التخلص منهم، وإقصاء النفوذ اليهودي فلم يفلح. قال جرجي زيدان: «وهم قائد من الأدوميين في عهد سليمان بخلع الطاعة فلم يفلح، فما زالوا تحت سيطرة الإسرائيليين إلى أيام «يهو شافاط» فحالفوا أعداءه، وأعانوهم على حربه، فلم يفوزوا، ولكنهم اغتنموا ضعف الإسرائيليين، وعادوا إلى الاستقلال ... حتى إذا حمل نبوخذ نصر على أورشليم كان الأدوميون عونا له على أهلها، واشتركوا في نهبها وذبح أهلها؛ فكافأهم نبوخذ نصر على نصرته بتأييد سلطتهم في أدوم وتوسيعها إلى حدود مصر وشواطئ البحر المتوسط ...»
3
فقوي منذ ذلك الحين نفوذهم، وأخذوا يتوسعون حتى بلغوا حوران ودمشق وحدود العراق ومصر، ولكنهم فوجئوا بزحف إخوانهم الأنباط على ديارهم، فتفاهموا وإياهم، واندمجوا في صفوفهم، وكان ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد.
وبهذا الاندماج تم تأليف الدولة النبطية القوية التي ظلت إلى أوائل القرن الثاني للميلاد، حين استولى الرومان عليها في سنة 106م، فأصبحت خاضعة لنفوذهم.
وقد خلفت دولة الأنباط هذه حضارة عريقة وعمرانا، وكانت عاصمتهم مدينة سلع (بطرا - البتراء) في وادي موسى عند ملتقى الطرق التجارية بين تدمر وغزة وأورشليم، واليمن والخليج العربي.
وما تزال أطلال هذه المدينة الجبارة، وبخاصة في «الحجر»، شاهدا على ما بلغه أهلها من الرقي العمراني والهندسي والفني، وأجل هذه الأطلال القصر المعروف اليوم ب «خزينة فرعون»؛ وهو بناء شامخ منقور في الصخور ذات اللون الوردي البديع، وقد نقشت واجهة هذا القصر نقشا بديعا، وزينت بالكتابات النبطية الجميلة ،
4
وأقيم إلى جانب القصر مدرج صخري كان يتخذ مسرحا للألعاب العامة، يذكرنا بمسارح روما وأثينا. ومن آثارها أيضا «قصر الدير» وهو كهف ضخم بارع الهندسة، كثير النقوش، غني الزخارف.
وقد ظلت عاصمتهم «سلع» مركزا تجاريا عظيما بين الشرق والغرب والشمال والجنوب منذ عهد ملكهم الحارث الأول الذي حكم من سنة 169ق.م. إلى عهد آخر ملوكهم مالك الثالث، الذي حكم إلى سنة 106م،
Página desconocida