Historia de Tur Abdin
تأريخ طور عابدين
Géneros
وبعد ان انهى السيد شمعون آل سابا ما كان قد قرر بناءه في البقعة المجاورة لباسبرينا ، عاد الى باسبرينا وشرع بمعاونة بقية أبناء اسرته في انشاء ابنية مختلفة الى جانب الكنيسة . فاقام بجوار الكنيسة قلعة حصينة واحاطها باسوار عالية قوية، كما احاط الاسوار حول كنيسة القديسين مار دودو
مار احو ومار اسيا بسور عال عظيم . وانشأ ايضا قلعة قوية بجوار كنيسة مار اشعيا .
وكان الى جانب القرية على المرتفع الواقع بين كنيستي مار شليطا ووالدة الاله قلعة قديمة، فنقضوا حجارتها وبنوا بها القلعة الجديدة المجاورة للكنيسة وغرفا كثيرة لسكان القرية
وابتنى هؤلاء السادة الافاضل آل الوجيه سابا دارا كبيرة وجعلوا فيها مقبرة للراهبات الى الجانب الشرقي من الكنيسة، كما اقاموا الى الجانب الاخر من الكنيسة دارا اخرى كبيرة ايضا فيها عشر غرف لسكنى الراهبات . وشيدوا ديرا باسم العذراء والدة الإله في الوادي شرقي القرية . واقاموا في الدير برجا عاليا ليكون منسكا للرهبان الحبساء، باسم القديس مار برصوم رئيس الابيلين . وكذلك اغنوا الكنيسة بكل حاجاتها من كتب مقدسة وغيرها، واهدوها صليبا كبيرا مصنوعا من الذهب والفضة وعليه صورة المسيح وانجيلا مكتوبا على الرق لمدار السنة يحوي صورا رائعة بين صفحاته بخط حبيب الحبسناسي الخطاط الشهير، وزين الخطاط البارع مطالع الاناجيل والقراآت باحرف كتبت بماء الذهب وخاصة ما كان معينا للاعياد الكبرى والحفلات، ورصع وجهه الخارجي بصورة ذهبية فضية تمثل اعمال الرب (المدبر انوث) ، واستكتبوا هذا الخطاط الحاذق فنقيثين على الرق لمدار السنة ايضا، كما اهدوا مجلدات اخرى على الرق بخط الرهبان الكفرسلطيين المشهورين، كما كتب هؤلاء مجلدين لكتاب الجناز كاملين، وثلاثة اناجيل، وكتابا ضخما يحوي النوافير (الليتورجيات) بخط الراهب حبيب الحبسناسي الآنف الذكر
وبنوا جبا للماء كبيرا خصيصا للنساء . وكذلك جبا آخر مجاورا للقلعة . واقاموا غرفا كثيرة (قلالي) في دير مار كبرييل، وشيدوا فندقا كبيرا في قرية تدعى القرية على طريق المسافرين . كما شيدوا فندقا واسعا وكبيرا آخر ف قرية بيث بيشان... وكل هذه الابنية خصصت لفائدة الكنيسة
في سنة 1985 يونانية (1674 م) في 12 من ايلول حدث زلزال هائل فسقط كثير من بيوت قرية باسبرينا، كما سقطت حجارة كثيرة من كنيسة مار دودو الكائنة في القرية، فاعاد ترميمها الاسقف . وفي السنة ذاتها دمر قبلان باشا طور عبدين . وفي سنة 2070 يونانية (1759 م) تفشى الوباء في المنطقة واعقبه جوع شديد فمات كثرون في باسبرينا، ومن جملتهم المطران وثمانية كهنة وعشرون شماسا والف نفس من السكان
وفي سنة 2038 يونانية (1727 م) زحف الجراد واكتسح الزروع واكروم . وفي سنة 2044 يونانية (1711 م) هاجمنا قوم من اللصوص فنهبوا ثلاثة قطعان من المعزى، وقتلوا القس عازر ابن القس يشوع من آل قموقا، وهو الرئيس المدبر لقريتنا، ورسم سنة 1718 م وقتل من المهاجمين رجلا . ثم زحف حمزة بك بسبعة آلاف مقاتل وارحق عشرين قرية من منطقتنا، وقتل من قرية بادبي ثلاثمئة وخمسين نفسا . وفي سنة 1718 م ذاتها هوجمت باسبرينا مرة اخرى . وفي سنة 1802 حدث شغب في القرية نفسها فقتل فيها رجلان، ثم تصالح الجانبان المتخاصمان
الفصل الرابع عشر - أخبار متفرقة عن طور عابدين
أخبار متفرقة عن طور عابدين مستمدة من المخطوطات السريانية القديمة المحفوظة في الديورة والكنائس
“ما ابرع الخطاطين السريان الذين تركوا لنا تراثا نفيسا وجليلا من المخطوطات النفيسة منذ الاجيال السابقة، وسجلوا بين صفحاتها حوادث كثيرة تتناول المدن والقرى والكنائس والديورة، ورؤساء الآباء، والآباء والكهنة والرهبان والشمامسة، وسائر طبقات الشعب . ويقدم لنا هذا المؤرخ العلامة شيئا من تلك الاخبار، وقد سجلها بالذات نقلا عن المخطوطات السريانية التي تصفحها في الكنائس والديورة في طور عبدين يوم زار هذه المنطقة التاريخية الجليلة سنة 1911م ، واننا نقدم ذلك شيئا فشيئا في الصفحات القادمة .
Página desconocida