Historia de Tur Abdin
تأريخ طور عابدين
Géneros
ان الامير الخواجا حسن هذا ، أحاط القس ادي ورفاقه بكل رعاية واحترام ، وهم بطريقهم معه الى الديار المقدسة ، حتى انهم لم يدفعوا لأحد قرشا واحدا في الطريق وهكذا بالغ في اراحتهم واكرامهم حتى وصل معهم الى مدينة الرملة
ثم يتابع القس ادي حديثه فيقول : هناك (في الرملة) صادفنا امير اورشليم، وهو ذاهب الى المدينة المقدسة، فأوصى السفير بنا خيرا، وقدمنا لأمير اورشليم قطعتين من القماش الفاخر هدية، وسرنا معه حتى وصلنا الى القدس، ولم يستطع أحد ان يؤذينا في الطريق . وبعد مدة عاد السفير من مصر وأرادنا على السفر معه فاعتذرنا لاكمال زيارتنا للاماكن المقدسة
وبعد ان ادينا الفروض الدينية في زيارة القبر المقدس، وشاهدنا النور، وزرنا بقية الاماكن المقدسة قررنا العودة الى بلادنا مع بقية الرفاق
والآن يتابع القس ادي كلامه بصيغة الغائب فيقول: مات منهم (من رفاقه) في دمشق الربان شابو الراهب الصلحي، والقس كبرييل، فاحتفل بدفنهم وشيعهم القس ادي وابنه القس توما والقس صليبا، والقس هابيل تلميذيه . ثم يقول بصيغة المتكلم: “وكنا قد نزلنا في بحر قبرص (اعتقده يقصد عند خروجهم من فلسطين عن طريق حيفا) نزل بعضنا الى طرابلس فحماه، وذهب البعض الآخر الى دمشق . عندما دخلنا حماه، مرض ومات الربان يشوع الراهب السبريني، بن القس موسى، فاحتفلنا بدفنه هناك أيضا . والقس توما - ابن الكاتب القس ادي - أصيب بمرض عضال في دمشق الا ان الله سبحانه شفاه . ومكث ابوه - الكاتب - اربعين يوما في حماه ينتظر رجوعه اليه . وبعد ذلك ذهب القس ادي بالذات الى دمشق، بألم عظيم، ثم عادوا جميعا الى حماه، وتأخرت دعودنهم الى بعد عيد العنصرة في دمشق، لأن الوباء كان ضاربا اطنابه في كل بلاد الشام ومصر وبلاد الرومان، حتى انقطعت الطرق، وعاد بعض الناس الى اوطانهم سالمين، دون أن يصابوا . أما نحن فسرنا من حماه ووصلنا حلب ، فرأينا الطرق مقطوعة من المسافرين، خوفا من الوباء الهائل الذي كان ما زال جاثما على بلاد الشام
وهنا وقع انقسام في مملكة المغول، فاختل حبل الامن، ولم يتيسر لنا ان نسير معه الى الرها، وعليه اضطررنا للسفر مع قافلة من التجار الى بلاد كركر (جرجر) بين جبال وعرة بمحاذاة نهر الفرات . ثم يتابع كلامه بصيغة الغائب، يقول: “بعد ثمانية ايام وصلوا الى جرجر فالقى صاحب جرجر القبض عليهم وأهانهم وسجنهم في قلعة جرجر ثمانية ايام حتى عيد مار توما (3 تموز) ثم اطلقهم بعد ان سلبهم ما كان معهم من الهدايا والصلبان والامتعة فعبروا نهر الفرات ووصلوا الى حصن الحصرم ، وقبض عليهم صاحب الحصن أيضا فسلبهم ما كان قد بقي معهم وكبدهم آلاما كثيرة ضربا وتبريحا، ولو لم تحطهم عناية الله، لقتلوا جميعا وهلكوا وعند وصولهم الى مدينة جرموك اصابوا شيئا من الراحة . ثم وصلوا الى آمد فوجدوا ابوابها مغلقة مكلسة . وكان نور الدين بك يعيث في المنطقة نهبا وسبيا وفتكا بدون رحمة ضد آل حسن بك وحاصر حصن كيفا، وجمع له جيوشا جرارة، وقبض على سلطان بك وزير السلطان بيسقور وقتله ومثل بجثته . وكذلك عمل بقواد جيشه، لأن سليمان بك كان قد هرب من اطراف تبريز، وجاء لاجئا الى حصن كيفا . فسلمه اصحاب الحصن الى نور الدين علي فقتله - كما رأينا - ان ملك آل حسن بك وامراءهم، اطلقوا سراح رستم بك بن مقصود بك حسن بك، وجعلوه سلطانا عليهم سنة 1804 ي (1493 م) .
وكان هذا - رستم - شابا جميلا فأحبه الملوك . أما نور الدين علي بك ابن عمه الذي كان قد تمرد عليه، فانه قتل سليمان بك وانزل من قلعة حصن كيفا ابنه ميرزا علي واطلقه . واستولى على بلاد ماردين وحصن كيفا وامد وسلب ونهب كل تلك المناطق
ثم انطلق (نور الدين علي) من نصيبين وهاجم صلح، وسلب دير مار يعقوب في صلح ،ونهب الكتب والآنية القدسية وغلال الدير . وجرد مذبحة من الكؤوس والصواني والثياب الابوية والكهنوتية، والعكاكيز والصلبان . فهرب البطريرك مسعود وجميع الرهبان معه ، واقفر الدير من السكان . ثم عاث في المنطقة كلها سلبا ونهبا، الا ان منطقة هيثم سلمت من شره . فدمرت الاديار والكنائس بيد الاكراد ، وكان المسيحيون في ضيق عظيم
وبعد ذلك ارسل السلطان رستم بك اليد (الى نور الدين علي) مرات كثيرة طالبا الصلح فلم يجيبه وارسل عليه قوة كبيرة بقيادة خمسة أمراء فحاصروه (رستم) واراد القبض عليه وقتله، فهرب والتجأ الى قلعة شمشكزار (في مناطق كردستان الشمالية) وارسل يطلب الصلح من جديد
واستولى على ماردين وحصن كيفا قاسم بك خال السلطان . وكان قد جمع جيوشا جرارة اما ابناؤه المردة فانهم شقوا عصا الطاعة وتحصنوا في قلعة ماردين وكان معهم اسرى كثيرون
حروب تمورخان في طور عبدين
Página desconocida