Historia de la traducción y el movimiento cultural en la época de Mohamed Alí

Jamal Din Shayyal d. 1387 AH
143

Historia de la traducción y el movimiento cultural en la época de Mohamed Alí

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

Géneros

وفي غرة ذي القعدة سنة 1250، أرسلت إلى بوغوص بك إفادة سنية ، تقضي بتقديم خريطة نهر الفرات ونواحيه إلى المقر العالي.

165

كانت الفرصة سانحة إذن - ومحمد علي معنى هذه العناية بالدراسات والرسوم الجغرافية - أن يتقدم إليه رفاعة باقتراحه الجديد لتحقيق أمنيته القديمة، كان ذلك الاقتراح يتلخص في أن يؤذن لرفاعة بافتتاح مدرسة للترجمة تعلم فيها الألسن الشرقية والغربية، وبعض المواد المساعدة؛ كالتاريخ والجغرافية والرياضة، ليقوم خريجوها بترجمة الكتب في العلوم المختلفة.

ووافق محمد علي وأنشئت المدرسة في أوائل سنة 1250، وكان عدد تلاميذها وقت إنشائها خمسين تلميذا، تولى رفاعة اختيارهم بنفسه من مكاتب الأقاليم، ثم زاد هذا العدد إلى 80، ثم إلى مائة وخمسين، ونقص في سنة 1841 إلى 60 تلميذا، ويقول الدكتور عزت عبد الكريم: «وظلت مدرسة الألسن محتفظة بنحو هذا العدد حتى نهاية عصر محمد علي.»

166

وفي سنة 1255 / 1839 اكتملت المدرسة فأصبحت تتكون من 5 فرق، وخرجت الدفعة الأولى، وبدأ تلاميذها وخريجوها يترجمون الكتب في العلوم المختلفة.

وفي سنة 1258 / 1841 أنشئ قلم الترجمة ملحقا بمدرسة الألسن وتحت إشراف رفاعة.

ستة عشر عاما ظل فيها رفاعة ناظرا للألسن، ومدرسا بها، ومديرا لها، ومشرفا على قلم الترجمة، ومصححا لجميع الكتب التي ترجمها تلاميذه مما سنوضحه عند كلامنا عن المترجمين من خريجي الألسن.

ومع هذا فقد كان يلجأ إليه المترجمون من أعضاء البعثات في المدارس الخصوصية الأخرى لمراجعة ما يترجمون من كتب، فقام - وهو يدير الألسن - بمراجعة وتصحيح كتب مختلفة في الطب والجغرافية، والرياضيات.

ففي سنة 1252 / 1837 ترجم محمد أفندي عبد الفتاح كتاب «تحفة القلم في أمراض القدم» (طب بيطري)، وقابله على أصله الفرنسي العمدة الفاضل «والحجة الكامل، من لا ينازعه في الفصاحة منازع، حضرة رفاعة أفندي رافع»، وفي سنة 1257 ترجم نفس المترجم كتاب «نزهة المحافل في معرفة المفاصل، وبعد أن قام على تصحيحه الشيخ مصطفى كساب، قابله على أصله الفرنساوي قدوة الأفاضل، وعدة الأماثل، اللوذعي البارع، رفاعة أفندي رافع».

Página desconocida