Historia de la traducción en Egipto durante la campaña francesa
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Géneros
وكان الديوان قد عطل في عهد «كليبر»، فلما ولي «مينو» قيادة الحملة أعاد تنظيمه على نسق جديد كما ذكرنا، وعين له - إلى جانب الأعضاء من المشايخ - كاتبا عربيا اسمه «الشيخ علي»، وكاتبا (يوميا) اسمه «قاسم أفندي»، ومترجما أول - أو ترجمان كبير - هو «القس روفائيل»، ومترجما ثانيا - أو ترجمان صغير على حد تعبير الجبرتي - هو «إلياس فخر الشامي»، وجعل مقر هذا الديوان بيت رشوان بك في حارة عابدين، وخصص جناح من هذا البيت لسكن «الوكيل الكومسيير
Commissaire
فوريه»، «وأعدوا للمترجمين والكتبة من الفرنساوية مكانا خاصا يجلسون به في غير وقت الديوان على الدوام لترجمة الأوراق، والوقائع، وغيرها.»
15
ووصف الجبرتي هيئة انعقاد جلسات الديوان، فقال إنه: «إذا تكامل حضور المشايخ يخرج إليهم الوكيل فوريه، وصحبته المترجمون، فيقومون له ، فيجلس معهم، ويقف الترجمان الكبير رفائيل، ويجتمع أرباب الدعاوى، فيقفون خلف الحاجز عند آخر الديوان ... وعنده الجاويش ... ويدخلهم بالترتيب، الأسبق فالأسبق، فيحكي صاحب الدعوى قضيته، فيترجمها له الترجمان ... إلخ.»
16
وكان عمل المترجم الأول في هذا الديوان يشبه عمل سلفه في ديوان نابليون إذ كان يقوم إلى جانب الترجمة بقراءة الأوامر والرسائل والفرمانات، فقد ذكر الجبرتي في حوادث شعبان سنة 1215ه أن صاري عسكر أرسل «إلى مشايخ الديوان كتابا، وقرأه الترجمان الكبير رفائيل ...»
17
ولما حضرت الحملة الإنجليزية التركية في سنة 1216ه / 1801 لإخراج الفرنسيين كانت الرسائل تأتي تباعا من الجنرال «مينو» في الإسكندرية إلى أعضاء الديوان في القاهرة، وبدأ الفرنسيون يتقربون إلى المصريين حتى لا ينتهزوا الفرصة فيثوروا ضدهم، ويزيدوا في متاعبهم، ذكر الجبرتي في حوادث المحرم سنة 1216ه أن القائمقام «بليار» استدعى إليه مشايخ الديوان و«قال لهم على لسان الترجمان: نخبركم أن الخصم قد قرب منا، ونرجوكم أن تكونوا على عهدكم مع الفرنساوية ...»
18
Página desconocida