Historia de la traducción en Egipto durante la campaña francesa
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Géneros
فلما هزم المماليك، وفروا جنوبا وشرقا، ووجد المصريون أنفسهم بلا جيش يحميهم أو يدافع عنهم، اجتمع شيوخهم وعلماؤهم في الجامع الأزهر، «وتشاوروا، فاتفق رأيهم على أن يرسلوا مراسلة إلى الإفرنج ... وأرسلوها صحبة شخص مغربي يعرف لغتهم، وآخر صحبته، فغابا وعادا، فأخبرا أنهما قابلا كبير القوم وأعطياه الرسالة فقرأها عليه ترجمانه، ومضمونها الاستفهام عن قصدهم، فقال على لسان الترجمان: «وأين عظماؤكم ومشايخكم؟»»
2
ولما استقر الفرنسيون في القاهرة أخذوا يتتبعون من بقي بها من عائلات المماليك، ويهاجمون بيوتهم، ويستولون على أموالهم، وكانوا في تنقلاتهم يستصحبون معهم المترجمين ليقوموا بنقل الحديث بينهم وبين زوجات الأمراء، وأولادهم، وخدمهم. يذكر الجبرتي في حوادث شهر ربيع الأول سنة 1213ه أن جماعة من جنود الفرنسيين ذهبوا إلى «بيت رضوان الكاشف ... وصحبتهم ترجمان ومهندس.»
3
وبدأ نابليون يضع الأسس لحكومة جديدة يشترك فيها زعماء المصريين، ليستعين بهم في إدارة شئون البلاد، وإقناع الأهلين، وقد نص في الأمر الصادر بتكوين الديوان أن يكون أعضاؤه تسعة ينتخبون من بينهم واحدا للرياسة، وأن يختاروا سكرتيرا (كاتم سر) من غير الأعضاء، ويعينوا اثنين من الكتبة والتراجمة يعرفان الفرنسية والعربية.
والجبرتي يتحدث عن بعض أعمال هذين المترجمين في شذرات متفرقة نستطيع أن نتبين منها أن «الترجمان» كان الناقل لأوامر الفرنسيين، والقارئ لأوامرهم وفرماناتهم في الديوان، وأنه كان يضمن كلامه العربي كلمات فرنسية مما يدل على أن هذين المترجمين كانا من علماء الحملة الفرنسيين العارفين باللغة العربية. يقول الجبرتي عند كلامه عن الجلسة الأولى للديوان: «فلما استقر بهم الجلوس شرع ملطي القبطي الذي عملوه قاضي في قراءة فرمان الشروط،
4
وفي المناقشة، فابتدر كبير المديرين في إخراج طومار آخر، وناوله الترجمان فنشره وقرأه ...»
5
ثم يقول عند الكلام على انتخاب رئيس الديوان: «ثم قال الترجمان: نريد منكم يا مشايخ أن تختاروا شخصا منكم يكون كبيرا ورئيسا عليكم ... فقال بعض الحاضرين: «الشيخ الشرقاوي.» فقال: نو، نو، وإنما ذلك يكون بالقرعة ... إلخ.»
Página desconocida