Historia de Tabaristán
Géneros
وكان متأذيا من قارن أيضا ، بعث بها فى الحال إلى" منوجهر" ومع الهيبة التى كان عليها فقد جرى أمر القضاء ، وأجاب بأن يبعثوا بقارن مقيدا ويمثل فى البلاط ، ويسلم قيادة الجيش إلى" آرش" ، فلما حملوا قارن وتغلب إفراسياب عليهم فى مدة وجيزة ، وانهزم الجيش عدة مرات من العراقيين ، وعلم الملك أن" إفراسياب" قد غدر. فأسند قيادة الجيش مرة ثانية لقارن ، فزحف بالجيش وجاء إلى الرى ، واتخذ إفراسياب من دولاب وطهران قاعدة لجيوشه وكل يوم كان يتطاول على" منوجهر" ، وأمر بأن يقيموا قلعة طبرك ولجأ إلى طبرك ، ولما صعبت عليه الإقامة بها ، تحرك" منوجهر" من طبرك إلى المدينة حيث اتخذ من أسوارها حصنا ، وكانت المدينة آنذاك فى مواجهة الملك فخر الدولة والآن يقال لهذا الموضع قلعة" رشكان" وكان موجودا فى نفس المكان حتى عهد ديالمة آل بويه ، ولقد رأيت الكاتب أطلال قصر الصاحب ابن عباد مثل التل ، وبعد مرور ستة أشهر تعذر وجوده هناك فهرب ليلا وجاء إلى طبرستان عن طريق الأرجان ، وإفراسياب جعل عليه الدنيا البسيطة والعريضة ضيقة مثل ثقب الإبرة.
كأن بلاد الله وهى عريضة
على الخائف المطلوب كفة حابل (1)
وجاء فى أعقابه إلى" طبرستان" ، وأقام منوجهر قرية عل حدود الرويان يطلقون عليها ما نهير وبها غار عظيم فى سفح الجبل لا يتأتى الإنسان الوصول إلى آخره فترك فيه جميع الخزائن والذخائر ، وفى عهد الحسن بن يحى العلوى المعروف بالصغير دخلوا فى هذا الغار وحملوا منه أموالا طائلة ، ونزل إفراسياب ببقعة من قرى آمل تسمى خسرو آباد ، وكانت هذه القرية عامرة حتى عهد وشمكير بن زيار والد قابوس وكان ارتفاع هذه القرية على شجرة ، يسمونها" شاتى مازبن" وقد ضربوا خيمة لإفراسياب تحتها ، وبقى فيها اثنى عشر عاما ولم يكن يحتاج منوجهر لشىء قط كى يرسل فى طلبه من الولايات الأخرى ، إلا الفلفل فعوضوا عنه بعشب يقال له كليج ، كانوا يأكلون منه ، حتى لا تغلب الرطوبة على طبائعهم ، فلما عجز إفراسياب عن الإتيان بمنوجهر. تصالح على أن يسلم لمنوجهر ملكا قدر إطلاق سهم ، ومضى العهد على هذا فرمى أرش السهم من هناك حتى مرو وقد دونت فى كثير من الكتب العربية والفارسية نظما ونثرا خبر رمى هذا السهم وذكر البعض أنه رماه بالسحر والشعوذة والعلم عند الله ، وقد افتخر العجم على سائر أهل الأقاليم برمى سهمين
Página 77