زعمت الفرس انه كان نبيا، وذكر انه نزل ببلخ، وفي أخبارهم أنه أنهى إليه أن فيما بين آخر فارس وأول اصفهان جبلا أحمر يسمى كوشيد، وان فيه تنينا قد أتى على الحرث والنسل، فسار إليه وجمع الرجال من ذروة الجبل وانتصب هو له في حضيضه حتى قتله، ونصب في جانب الجبل النار المعروفة بنار كوشيد.
كيلهراسب:
كان لهراسب خليفة كيخسرو على مملكته وابن عمه لأنه كان لهراسب بن كياوجان بن كيمنش بن كيفشين بن كيافوه، وهو أول من وضع ديوان الجند، وجعل للمرازبة سررا وحلاهم بالأسورة واتخذ السرادقات، وفي سنة ستين من ملكه أغرى بختنصر بن ويوبن جودرز فلسطين حتى خرب مدينة اورشليم، وسبى منها اليهود وصيرهم خدما وخولا لأهل بلدان مملكته، وقد كان بعث إليهم قبل بختنصر سخاريب النينوي، فلم يرتفع على يده فتح. وفي حياته سلم الملك إلى إبنه كشتاسب.
كي كشتاسب:
كشتاسب كان في سنة ثلاثين من ملكه وخمسين من عمره أتاه زردشت اذربيجان يعرض عليه الدين فقبله، ثم بعث له وفودا إلى الروم ودعاهم إليه، فأخرجوا إليهم كتابا من افريدون صلحا على ان يدينوا بما أحبوا من الأديان، فانقبض عنهم كراهيته لنقض ما في ايديهم وبنى بكورة دارا بجرد من بلد فارس مدينة مثلثة، وسماها رام وشناسقان وهي مدينة فسا ثم نقض سورها رجل منها، كان يقال له ازادمرد كامكار، ورد له من التثليث التدوير، وكان عاملا للحجاج بن يوسف على فارس. وفي زمان ملك كشتاسب بنى إبنه اسفنديار في وجه الترك حائطا من وراء سمرقند عشرين فرسخا، ونصب كشتاسب برستاق انارباد من كورة اصفهان في قرية تسمى ممنور بيت نار، وقف عليها ضياعا من الرستاق.
Página 31