Historia Cronológica de los Reyes de la Tierra y los Profetas
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Géneros
وأغار الروم على ثغر شمشاط فذبحوا الناس في قبلة جامعة واستباحوا ما وجدوا، وسبوا عامة أهلها وأحرقوا ربض مدينة ملاطية. وفي شوال لسبع خلون منه دخل القرمطي الكوفة بعد أن أمن أهلها، فإستولى على ما كان للسلطان بها من مال وما كان معد لطريق مكة من الشعير والدقيق والزاد. ولتسع بقين منه أوقع القرمطي بإبن أبي الساج، فأتى القتل على كثير من عسكره وغرق في الفرات كثير من الناس، وأسر إبن أبي الساج فلما أتصل خبره ببغداد هاج الناس وماج الجند وشغب الحجرية، وأغلظوا الحطاب للمقتدر وقالوا له: تنح عن مكانك حتى يقعد مقعدك من يحسن أن يسوس ويدبر.
وانتقل عامة سكان الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي خوفا من القرمطي، ووقع الرعب في قلوب الجند والرعية والسلطان، فأخذ نازوك صاحب الشرطة أصحاب القصب بباب الأنبار بادخال القصب إلى داخل بغداد، خشية من أن يرد بلد بغداد القرمطي فيسك الخندق بالقصب والتراب ويعبر عليه. ثم وافى فل جيش إبن الساج بغداد بعد أن أتوا على كل شي ء مروا به في قرى السواد، وفي سلخ شوال ورد القرمطي الأنبار فهرب من كان فيها من الأولياء، وأنحدر أهل أنبار إلى بغداد. وفي ذي القعدة لأربع خلون منه عبر القرمطي بأصحابه من موضع يعرف بالبطيحة، ووقعت الصيحة فأحتال حتى جمع السفن وعقد الجسر وعبر عليه الفرات، ومضى نازوك إلى أبواب دروب بغداد فسد باب قطربل وباب حرب، وقطع قنطرة باب الحديد وقنطرة باب حرب وباب قطربل.
Página 157