Historia Cronológica de los Reyes de la Tierra y los Profetas
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Géneros
وذكر غيره أن في سنة أربع وثلاثين ومائتين في خلافة المتوكل أصاب الناس ريح شديدة وسموم لم يعهد قبلها مثلها، فدام ذلك وأتصل نيفا وخمسين يوما، إبتدأ في اليوم الثالث من حزيران يوم عرفة إلى آخر يوم من تموز، فشمل ذلك الكوفة وبغداد وواسط والبصرة، وإنحدر منها إلى عبادان ومن واسط إلى الأهواز، فقتل المارة والقوافل حتى لم يخلص منها أحد، ثم رجعت إلى الأهواز وإنحطت إلى همدان، فركدت عليهم عشرين يوما فأحرقت الزرع ثم تقلعت من همدان ومرت كالسهم إلى الموصل، فخرجت عليهم من برية سنجار فما مرت ببشر ولا دابة ولا شجرة الا اهلكتها فاستقرت بالموصل. فمنعت الناس من الانتشار وعطلت السوق عن الباعة، وحالت بين أهل القرى والمدينة لحمل الميرة والأمتعة. وفي سنة إحدى وأربعين ومايتين خرجت ريح باردة من بلاد الترك، فإنحطت على سرخس وقتلت الخلق لإنه كان يصيبهم بردها فيزكمون ثم يتلفون، وتجاوزت سرخس إلى نيشابور ورجعت من نيشابور فإنحطت على الري، ثم تجاوزت إلى همدان ثم إلى حلوان؛ وتشعبت من حلوان شعبتين: فشعبة أخذت ذات اليمين إلى سامراء، وشعبة أخذت ذات اليسار إلى بغداد، فأصاب الناس منها سعال وزكام شبيه بالصدام؛ ثم إنحدرت من بغداد إلى واسط، ومنها إلى البصرة، ومنها إلى الأهواز.
وذكر محمد بن جرير أن في هذه السنة التي هي سنة أحد وأربعين ومايتين أصاب أهل قومس رجفة وخسف، أتيا على عامة مدينة الأمارة، ثم بعده أصابتهم نار إنحطت من الهواء فأحرقت خلقا كثيرا وورد الخير من اليمن على سلطان بمسير جبل يقال له السقرا.
Página 146