Historia Cronológica de los Reyes de la Tierra y los Profetas
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Géneros
ثم ملك بعده ذو نواس في زمن فيروز بن يزدجرد وعصر قصي ابن كلاب. وذو نواس هو صاحب الأخدود والداعي من باليمن إلى التهود، وكان نزل يثرب مجتازا بها، فأعجبته اليهودية فتهود، وحملته بيهود يثرب على غزو نجران لإمتحان من بها من النصارى، وقد كانوا أخذوا النصرانية عن رجل توجه إليهم من جهة آل جفنة ملوك الشام، فسار من هناك إليهم وعرضهم على أخاديد إحتفرها الأرض وأضرمها نيرانا، فكان يعرف فيها من أقام على النصرانية فأتى بهذا الصنيع على خلق كثير منهم، وعدل منها إلى دار المملكة باليمن ثم أن رجلا من اليمن يقال له ذو ثعبان عبر البحر إلى ملك الحبشة، وكان يدين بالنصرانية فرفع إليه الخبر بما إرتكبه ذو نواس من النصارى فكاتب ملك الحبشة بذلك قيصر ملك الروم، وأستأذنه في أن يجرد خيلا إلى اليمن، فأمره أن يخلف ذاثعبان على مملكته ويخرج بمن معه إلى اليمن فيقيم بها. فقصد ملك الحبشة اليمن في سبعين ألف فارس، فإنهزم ذو نواس من بين يديه، فبعث إلى الطلب في أثره فمر صعدا حتى إنتهى إلى البحر فإقتحمه، فكان آخر العهد به، وكان ملكه عشرين سنة وهو أعلم بحقائق الأمور.
ذو جدن:
فقام ذو جدن مكانه فهزموه أيضا وتبعوه، فإلتجأ إلى البحر وأقتحمه، فكان ملك ذو جدن وذي نواس ثماني وعشرين سنة. فجميع ملوك حمير ستة وعشرون ملكا في مدة ألفين وعشرين سنة. ثم ملك بعدهم من الحبشة ثلاثة نفر، ثم من الفرس ثمانية. ثم إنتقل الملك إلى قريش، وليس في جميع التواريخ تاريخ أسقم ولا أخل من تاريخ الأقيال ملوك حمير؛ لما قد ذكر فيه من كثرة عدد سني من ملك منهم مع قلة عدد ملوكهم.
أبرهة بن الأشرم:
Página 106