============================================================
التاريخ الصالح كل الأوقات، وربما سهر عنده وحادثه إلى أن يمضي معظم الليل (1). وتوثقت الصداقة بينهما إلى حد أن "حسام الدين" كان يطلعه على كل بطاقة آو مكاتبة من السلطان121.
وعتدما قدم الملك المعظم إلى مصر عقب وناة والده الملك الصالح سنة 647 خرج المؤلف بضحبة الأمير "حسام الدين" للقائه، فوصلا إلى الصالحية ونزلا بها، ثم ركبا منها يوم السبت الرابع عشر من ذي الفعدة 647ه. فالتقيا بالملك المعظم قريبا من الصالحية، فاشار "حسام الدين8 على المؤلف أن يقيل يده، فترخل وتقدم إليه وقبل يده، واثنى عليه "حسام الدين" أمام الملك ثناء كثيرا، فاقل عليه وأمره بالركوب، وساق السلطان، وعن يميته الأمير حسام الدين، وعن يساره القاضي بدر الدين(2). وبعد ذلك سير إلى الأمير خلمة سنية، ووصل الجميم ومعهم المؤلف إلى المنزلة المعروفة بمنزلة حاتم، وتقدم الأمير حسام الدين إلى المؤلف أن يدخل دهليز السلطان، قدخله، ولقي فيه خطيب جامع القاهرة ومدرس مدرسة منازل الع بمدينة مصر، الخطيب "فخر الدين ابن القاضي عماد الدين بن السكري"، والخطيب "أصيل الدين الإسبردي"، وكان أحد أثمة السلطان الملك الصالح، وشاهد السلطان المعظم وقد جلس على طراحته، وقام بين يديه "اجمال الدين بن الخشاب" أحد شعراء مصر وآنشده قصيدة مدحه بها وهناه بمقدمه، وعلق بذهنه منها بيت واحد41) وأقبل السلطان على من عنده، وأراد أن يختبر الخطيبين: "ابن عماد الدين" و"أصيل الدين"، في مسألة عن الخطيب "ابن ناتة8 قلم ينطقا لعدم معرفتهما بعلم المنطق فتصدى المؤلف للمألة وشرحها، فأعجب به السلطان، وأقيل عليه(5)، ومنذ ذلك اليوم وهو من رؤاد مجلس السلطان، يشارك في المحاورات والسناقشات التي تدور بينه وبين الملماء والأدباء، والسلطان يجاذبه في أشياء من علم الكلام، والأدب، من بعد العصر إلى قبيل غروب الشمن (1) ورحل السلطان والكل معه فنزلوا بلبانة، ثم انتقلوا إلى مرحلة أخرى قريبة من المنصورة، ودخلوا المنصورة يوم الخميس 24 من ذي القعدة 647ه. فكان السماط يمذ كل يوم، ويحضره المؤلف مع الأمراء والأكابر، والعلماء ومنهم العلامة "العز بن عبداللام8، و"القاضي ابن الجميزي"، والعلامة "سراج الدين الأرموي"، والشريف "عماد الدين العباسي السلماني"، والقاضي لاعماد الدين بن القطب" (1) مفزج الكروب 6/ ورقة 103.
(4) مفرج الكروب 117/6، (2) مفزج الكروب 106/6 و112، (5) مفرج الكروب 118/6.
(3) مفرج الكروب 111/6.
(1) مفرج الكروب 6/ ورقة 118
Página 14