Historia de los Sultanes Otomanos
تاريخ سلاطين بني عثمان
Géneros
وفي شهر مايو من سنة 1534، ركب السلطان ومعه ولداه مصطفى وسليم على مدينة وان من أعمال البندقية فامتلكها بعد حصار تسعة أيام، وفي عام 1547 جاء القسطنطينية رسول من عند علاء الدين، سلطان الهند، يستنجد الدولة العثمانية على البرتغال والكاسب ميرزا الذي عصى على ابن شاه العجم، فأنجده السلطان . وفي عام 1556، جاءه كتاب من شاه العجم هذا نصه:
أيها الملك المحبوب من الله، الذي غمرك الباري تعالى بمواهبه، والذي سقيت من ندى الخالق المحيي، سلطان البرين، وخاقان البحرين، أنت الذي اسمك نظير اسم نبي الإنس والجان، وأنت مركز الفلكين، وخادم الحرمين الشريفين، أنت الذي جمعت في شخصك القوة والمجد والفخر والقدرة والخلافة والفطنة والعدل والشرف والإنصاف والاستقامة، السلطان سليمان خان، فلترفع سناجقك فوق السموات، وتنقش أسماء سلطنتك على ألواح الأبدية.
فأجابه السلطان بقوله:
يا من بيدك العظمة السامية مثل السماء، واللامعة مثل الشمس، والمحاطة بشعاع المنظر المهيب، والمشتملة على حذاقة دارا، ونجابة خسرو، وسعادة المشتري، وإكليل كوكباد، وقضيب فريدون، وشاه كرسي العظمة، وقمر سماء القدرة، أنت مشرق نجوم السجايا البديعة، ومغرس الفضائل الجسيمة، الجامع في شخصك المناقب الحميدة، واللامع بأشعة العواطف الشريفة، والذي عندك نظر المحامي الصادق، والمالك محبة من بنعمته يفرق السعادة، أنت مطلع السعود، تامصب شاه، فلتحط بك النعم الإلهية، وتضئ لك الأنوار السماوية.
وفي عام 967ه، توجه القبطان شابيالي بعمارة عظيمة إلى جزيرة جربا وتملكها بعد حصار ثلاثة شهور، وقبض على حاكمها وأحضره إلى إسلامبول، فلما بلغ ذلك ملك إسبانيا ركب على بلاد الجزائر وأخذ بعض قلاع ومراكب تخص الدولة، فغضب السلطان من ذلك، وعزم على فتح مالطة، فساق إليها القبطان شابيالي بعمارة مؤلفة من مائة وواحد وثمانين مركبا. وفي اليوم العشرين من شهر مايو من عام 1565، وصلت المراكب إلى تلك الجزيرة، ورمتها بنيران مدافعها حتى دمرت حصونها، واستلمتها بعد سبعة أيام، ثم سار السلطان إلى بغداد وهو مريض، ومنها إلى سملين فتسلمها وافتتح جملة قلاع وبلدان. وتوفي عام 974، فأخفى محمد باشا الصقلي، قائد الجيوش، خبر وفاته مدة ثلاثة أسابيع حتى وصل إسلامبول ودفنه بتربته المنيفة. عاش أربعا وسبعين سنة، قضى منها على تخت السلطنة 48 سنة. رحمه الله رحمة واسعة.
السلطان الحادي عشر
السلطان سليم الثاني ابن السلطان سليمان خان
ولد عام 930ه، الموافق عام 1525 ميلادية، وجلس على كرسي الخلافة عام 974ه، الموافق 1566ه، وهو يبلغ من العمر أربعة وأربعين سنة، وحال جلوسه أخذ بإصلاح الأمور الداخلية، وتنظيم شئون البلاد، فنهض في ذلك وجاق الأليكشارية، وهاجوا في القسطنطينية، فأخمد فتنتهم بالإحسان، وبتوزيع الأموال. وفي أثناء ذلك، جاء رسول من قبل شاه العجم بهدية فاخرة تهنئة لجلوسه، وهي لؤلؤتان وزن الواحدة منهما يبلغ أربعين درهما، وياقوتة بقدر التفاحة الصغيرة، وجدد العهد بين الدولة وشاه العجم. وكان صاحب اليمن في تلك الأيام ادعى الخلافة، فأرسل السلطان سليم عسكرا لمحاربته، فقهروه وأخذوا مدينة صنعاء وبعض الأماكن من تلك الجهات.
وكان للسلطان سليم قبل جلوسه نديم يهودي، يقال له: زوسفنلسي، يحب شرب الخمر كثيرا، فطلب من السلطان أن يفتح جزيرة قبرص طمعا بجودة الخمر الذي بها، فوعده السلطان أنه متى جلس على تخت الملك يأخذ قبرص ويجعله حاكما عليها، ولما جلس السلطان سليم ذكره ذاك اليهودي بوعده، فأشهر عليها الحرب، وساق لفتحها عمارة بحرية مؤلفة من 360 مركبا، وبعد حروب كثيرة تغلبت العساكر الشاهانية عليها وفتحتها.
وحدث في سنة 979 أن اتحدث مشيخة البندقية مع البابا وملك إسبانيا وأعلنوا الحرب ضد الدولة، وجردوا لذلك عمارة مؤلفة من مائتي قطعة حربية بعساكرها، تولى قيادتها الدون جوان بن كارلوس الخامس ملك إسبانيا، فأشعل الحرب على مراكب الدولة في مياه آنية بختي، فشتت عمارة الدولة، وقتل منها عدد عظيم يبلغ نحو ثلاثين ألف نفر، وفقد من المراكب 224 مركبا، وقتل قبطان باشا، وما بقي من تلك التجريدة عاد إلى القسطنطينية، فكان عند الإفرنج عيد فرح وسرور شملتهم به البهجة والمسرات بتلك الغلبة غير المنتظرة.
Página desconocida