Historia de la prensa árabe
تاريخ الصحافة العربية
Géneros
وبهذه المناسبة أيضا نظم كثير من الشعراء قصائد التهنئة لأحمد فارس بإعادة نشر جريدته، ونقتصر منها على ذكر الأبيات الثلاثة التي ختم بها حنا بك صعب قصيدته مخاطبا صاحب الجوائب:
وأرجعت للدنيا جوائب فارس
فسرت بها الأقطار من كل جانب
وفي عودها قد قلت فالعود أحمد
فأهلا وسهلا ذر بدر الثواقب
وها قد تلا الصعبي حنا بن أسعد
لأحمدها حمدا بقلب وقالب
وسنة 1882 قبض أحمد فارس من سفارة إنكلترا في الآستانة مبلغ ألف ليرة إنكليزية حتى يطبع صورة المنشور الذي صدر من الباب العالي بإعلان عصيان عرابي باشا لإثارته نار الفتنة في وادي النيل؛ فكان ذلك سببا لانكسار عرابي وسقوط اعتباره من عيون المسلمين عامة والمصريين خاصة.
وكانت الجوائب لا تخلو من المناظرات العلمية أو السياسية، بين صاحبها وبين أكبر علماء ذاك العهد؛ كالشيخ إبراهيم اليازجي، والكونت رشيد الدحداح، والشيخ إبراهيم الأحدب، والدكتور لويس صابونجي، والشيخ سعيد الشرتوني، والمعلم بطرس البستاني، ورزق الله حسون، ويوسف باخوس، وسواهم من أساطين الجهابذة. ومما يعاب على أحمد فارس خلطه المناظرة العلمية بالمقاذعة، ثم العدول عن البرهان إلى الطعن والذم والشتم، إلى ما شاكل ذلك مما يغض من مقام العالم، ويحط من قدر الكاتب. وأقدم تلك المناظرات وأشهرها هي المناظرة اللغوية التي جرت بين جريدتي الجوائب وبرجيس باريس؛ فاستفحل الأمر بهذا المقدار حتى توسط بينهما الشيخ العلامة عبد الهادي نجا الإبياري، فإنه أبدى حكمه في كراسة عنوانها «النجم الثاقب في المحاكمة بين البرجيس والجوائب» وكان كلامه فصل الخطاب، وعلى إثر ذلك نظم أحمد فارس قصيدته الدالية التي يقول فيها:
أبدى لنا في مصر نجما ثاقبا
Página desconocida