Historia de los Jueces de Al-Ándalus
تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)
Investigador
لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة
Editorial
دار الآفاق الجديدة - بيروت/لبنان
Número de edición
الخامسة، 1403هـ -1983م
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
Historia de los Jueces de Al-Ándalus
Abu Hasan Malaqi d. 793 AHتاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)
Investigador
لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة
Editorial
دار الآفاق الجديدة - بيروت/لبنان
Número de edición
الخامسة، 1403هـ -1983م
وجرت عليه بسبب ذلك عظائم، آخرها ما حكاه الأمير عبد الله بن بلقين بن باديس بن حبوس في كتابه المسمى: التبيان عن الحادثة الكائنة بدولة بني زيري في غرناطة. فقال عن جده السلطان المظفر باديس إنه كان قد ولج إلى القاضي أبي عبد الله ابن الحسن النباهي، في أمور مالقة، قليلها وكثيرها. وكان ابن السقاء صاحب قرطبة قد نقل إليه عنه أن المظفر أراد أن يوليه قصبة مالقة، لولا ما أشار القاضي بخلاف ذلك؛ فحقد عليه ذلك. وكان بمالقة رجل غريب، يعرف بابن البزلياني، طمع في توليه القضاء، وقام في باله أنه، لو فقد النباهي، لم يوجد للقضاء غيره. وكان حسن صاحب الدبوس أمينا للمظفر على الذخائر، قد أشربت نفسه خوف القاضي؛ فاتفق رأى جميعهم على قتل عند ابن الفاسي بقرطبة؛ وكان المذكور يريه الصداقة والتخدم لإرادته. وكانت للقاضي ضيعة بقرطبة، كثيرا ما يتصرف إليها؛ وابن الفاسي يتولى إصلاحها. فلما أتى قدره، مضى على عادته لجهة قرطبة، ونزل بقريته؛ فهبط إليه ابن الفاسي، يقول له: شرفني، يا سيدي {بالطلوع إلي، والقبول لضيافتي} وما هي إلا من مالك ومتاعك في الحقيقة! فطلع هو ومن كان معه من الفقهاء، منهم الأديب غانم؛ فلما تم بالطعام، أراد الانصراف؛ وابن الفاسي قد هيأ له سودانا، متأهبين لأخذه، فبادروا به، وخنقوه؛ وأطلق الأخرين. وعدد عليه قبل ذلك ما أفسده من توليته مالقة. ويحكى أن القاضي المذكور سمع صوتا، في بعض زوايا بيته، نهارا؛ ولم ير شخصا قبل الذي حل به من هاتف، يقول له بصوت ضعيف: قل للوزير القاضي النباهي: ... هل تستطيع دفاع أمره الله؟ فجزع لذلك جزعا شديدا، ولم يدر من أين يؤتى؛ وتكرر عليه الصوت ثلاث مرات. ونافق بعد ذلك ابن الفاسي بقرطبة، ومضى إليه المظفر بنفسه، وعبأ أمواله، وجمع عسكره، ونزل عليها؛ فأحسن ابن الفاسي بميل الجند إلى الرئيس، وخاف على نفسه؛ فخرج من الحصن على غفلة، ودخل في قطعة من البحر، وفر بنفسه. وصار المعقل إلى الحاجب، وثقفه بعد إنفاق كثير عليه، وامتحن قضية القاضي؛ فأعلم بسعي صاحب الدبوس فيها؛
Página 93