145

Historia de los Jueces de Al-Ándalus

تاريخ قضاة الأندلس (المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا)

Investigador

لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة

Editorial

دار الآفاق الجديدة - بيروت/لبنان

Número de edición

الخامسة، 1403هـ -1983م

ومنهم من أعمله في بعضها وهو القول المشهور {يا للعجب إذا كانت شهادة العدول ترد بالاستبعاد، بدعوى فيما يقدر على تحصيله بيسير العثرات والاحاد} وعند التأمل بإنصاف، وتجنب الميل والانحراف، يبدو من أحوال هذه القضية قرائن توجب فض ذلك المكتوب، وتؤذن ببراءة المحبوس من العدد المطلوب، وإن كان من جد هذا القول ليس من أهل التحبير، ولا ممن عرف بجودة البيان وبلاغة التعبير، فإنه ذو عسرة جاد بما وجد، وحليف وجد عصر بلالة طبعه شدة ما به من الكمد، أبقاك الله وكتب لك سداد الرأي وسعادة الأبد، وعزا ونعيما لا يحصرهما حد، ولا ينتهيان إلى أمد {وصلى الله على سيدنا محمد وآله صلاة دائمة ما دام ثناؤه في الألسن وثراه في الخلد} قال الشيخ أبو القاسم: وختم الكتاب بعد ما علقه لأعجمي له ودفعه لمن بلغه. فما تم النهار إلا والبشير قد وصلني بالإعتاب، ورفع التوجه من العتاب. والحمد لله على ما منح من ذلك {قال المؤلف أدام الله سعادته} وهذا المرسوم الفريد، إن كان شيخنا أبو عبد الله بن بكر قد أتى به على البديهة، إنه لأغرب من الخطبة التي قام بها منذر ابن سعيد بين يدي الخليفة الناصر، حين أرتج على محمد بن عبد البر وحيل بينه وبين ما رواه، وانقطع القول بأمير الكلام أبي علي القالي. وإن كان الشيخ قد جدد قديما ما أظهره وأعده، قصد مناظرة أخيه؛ فلقد أحسن في عمله ما شاء، وأجاد الإبداع والإنشاد. ويقرب من هذا النمط ما حدثنا به صاحبنا الخطيب أبو جعفر الشقوري عن القاضي أبي عبد الله المذكور، أنه كان قاعدا يوما بين يديه، في مجلس قضائه من حضرة غرناطة مهدها الله تعالى {وإذا بامرأة قد رفعت له بطاقة مضمنها: يا سيدي رضى الله عنكم} إنما محبتها في الرجل الذي طلقها وهي تريد من يكلمه في ارتجاعه لها وردها إليه . قال: فتناول القلم، وكتب على ظهر البطاقة أحرفا، ودفعها إلي؛ فإذا هي: الحمد لله {من وقف على ما في القلوب فليصخ لسماعه إصاخة مغيث، وليشفع لتلك المرأة عند مفارقها تأسيا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم} لبريرة في مغيث {والله تعالى يسلم لنا العقل والدين، ويسلك بنا سبيل المهتدين} ومن نصائحه لطلبته: أوصيكم، بعد تقوى الله العظيم، بثلاث خصال: ألا تكتبوا

Página 145