Historia de la piratería en el mundo
تاريخ القرصنة في العالم
Géneros
الاسم الحقيقي لأولج علي هو أوتشالي من شبه جزيرة كالابريا الإيطالية، تلقى تعليمه الأول في فترة الصبا في أحد الأديرة، وكان في نيته أن يصبح راهبا في المستقبل، لكنه وقع في أسر القراصنة البربر عندما هاجم هؤلاء على السواحل الجنوبية لإيطاليا، وظل لسنوات طويلة يعمل بالتجديف في سفينة الريس علي أحمد، ثم قائدا للدفة في سفينة دراجوت.
دخل أولج علي في الإسلام على أمل أن يجد الفرصة يوما ما للانتقام، مضمرا الحقد والكراهية لكل من هو تركي، ومنذ ذلك الحين تغيرت أحواله تماما، فدأب - منذ أعتقه علي أحمد - على ملازمة القراصنة، وبدأ يشق طريقا له في هذا المجال بسرعة فائقة، ليصبح في عام 1557م واليا على تلمسان. أما في عام 1560م؛ فقد تم منحه لقب خليفة. فيما بعد يرث أولج ثروة طائلة عن دراجوت ويصبح باشا على طرابلس، ليصل في النهاية إلى منصب بايلرباي الجزائر.
لقد جرى تعيينه في هذا المنصب الرفيع فور احتلاله لتونس، واستيلائه - بعد معركة شرسة - على سفن حربية من سفن الفرسان المالطيين. كانت الغنيمة التالية أمام علي هي قبرص، التابعة آنذاك لفينيسيا.
كان البابا بي الخامس قد ناشد - بعد أن عرف بوقوع هذه الجزيرة في يد الأتراك - العالم المسيحي بأسره أن يقوم بحملة صليبية ضد الكفار، على أن أحدا لم يسارع لنجدة فينيسيا سوى الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا، الذي وضع أسطوله بكامله ليكون تحت تصرفها. أما العديد من الملوك فلم يستجيبوا لدعوة البابا ، وإن كان عدد من الفرسان من مختلف الدول الأوروبية قد انضموا إلى صفوف فرسان مالطة.
قامت الحرب ضد قوات الهلال تحت القيادة الروحية للبابا، على أن أهم شخصية في المعسكر المسيحي ظلت هي شخصية الملك الإسباني، الذي يبلغ من العمر آنذاك أربعة وعشرين ربيعا، تركز الأسطول المسيحي المؤلف من ثلاثمائة سفينة في ميناء ميسينا بجزيرة صقلية، وفي السادس عشر من سبتمبر عام 1571م كانت جميع الاستعدادات قد تمت وغادرت السفن الميناء لتلتقي في السابع من نوفمبر عند ليبانتو
19
مع القوات التركية. انتهت المعركة بهزيمة الأتراك الذين فقدوا حوالي خمسة وعشرين ألف رجل. علاوة على ذلك استطاع الأسطول المسيحي أن يطلق حوالي خمسة عشر ألفا من الأسرى كانوا على السفن التركية، على حين بلغت خسائر المسيحيين حوالي ثمانية آلاف قتيل وأكثر من ضعف هذا العدد من الجرحى، وقد استطاع أولج علي في هذه المعركة التي دارت بالقرب من ليبانتو أن يحقق مزيدا من المجد والشهرة، فقد قاتلت سفنه التي شغلت الجناح الأيسر من الأسطول التركي، ونجحت وحدها في صد الهجوم العنيف الذي شنته سفن خوان النمسوي. وفي الوقت الذي تمزق فيه الجناح الأيمن والصفوف المقاتلة التركية في القلب شر ممزق، فإن أولج الذي لا يقهر قام بعزيمة المستميت بمهاجمة سفن فرسان مالطة، واستولى على سفينة القيادة بأسلوب المصادمة.
استقبل السلطان أولج استقبال الأبطال، وعينه في منصب الأدميرال الأكبر للأسطول التركي تاركا إياه يحتفظ في الوقت نفسه بلقب بايلرباي أفريقيا، وهكذا استطاع هذا القرصان البربري الفذ - العبد سابقا - أن يرتقي أعلى درجات المجد.
كان أولج علي الأخير في قائمة الحكام البايلربايات في دولة القراصنة.
كانت تجارة العبيد دائما أحد أهم مصادر الدخل الرئيسية للقراصنة البربر، بل لقد ظهرت هناك في الجزائر وتونس وطرابلس شركات تجارية كانت تمول الحملات من أجل الحصول على البضائع الحية. ويرى الأب دان المؤرخ، والذي كان أسيرا في الجزائر في عام 1634م، أن عدد العبيد المسيحيين هناك بلغ آنذاك خمسة وعشرين ألف أسير، ناهيك عن ثمانية آلاف مسيحي اعتنقوا الإسلام .
Página desconocida