Historia de la piratería en el mundo
تاريخ القرصنة في العالم
Géneros
في الخامس عشر من أبريل عام 1961م تعرضت هافانا لقصف القنابل، وفي السابع عشر من نفس الشهر حدث التدخل العسكري المخزي في بلايا خيرون
4
في كوبا. وفي الرابع والعشرين من أغسطس عام 1962م قام قاربان طوربيديان بقصف هافانا بالمدفعية، مع نهاية عام 1962م ظهر ما عرف باسم الأزمة الكوبية.
على هذه الخلفية السياسية للستينيات من القرن العشرين، انتعشت القرصنة في منطقة البحر الكاريبي على يد الدوائر الرجعية للمهاجرين الكوبيين الذين لقوا دعما ماليا ومعنويا من جانب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وعددا من حكومات وسط أمريكا الذين وضعوا أراضيهم تحت تصرف القراصنة، كما أمدوهم بالمال والسلاح. لقد كان المهاجرون الكوبيون قراصنة بكل معنى الكلمة؛ إذ إن كل ما ارتكبوه من أعمال ينطبق والمقاييس التي صاغها القانون الدولي الحديث بشأن القرصنة.
في مارس عام 1960م قام المعادون للثورة بعمل تخريبي، حيث أحدثوا انفجارا لسفينة بلجيكية تدعى «لاكور»، وقد نجم عن هذا الانفجار عدد كبير من الضحايا، علاوة على ما أحدثه من خسائر مادية. في هذا الوقت بالتحديد رفعت الثورة الكوبية شعار «الوطن أو الموت
O muerte ». في مارس عام 1963م تعرضت السفينتان التجاريتان السوفييتيتان «لافوف» و«باكو» للهجوم داخل المياه الإقليمية الكوبية. في الثالث عشر من سبتمبر عام 1964م قام قاربان مجهولان بالهجوم على سفينة الشحن الإسبانية الصغيرة «سير أرنساسو» في عرض البحر على مسافة 17 ميلا شمال شرقي الساحل الكوبي، وقد فتح القاربان نيران رشاشاتهما على السفينة دون تحذير سابق، وما هي إلا خمس دقائق حتى تحولت «سير أرنساسو» إلى كتلة من اللهب، وقد لقي القبطان ورئيس النوبتجية والميكانيكي الأول مصرعهم. ومن بين السبعة عشر فردا من أعضاء الطاقم الذين جرى إنقاذهم بفضل السفينة الهولندية «ب. ج. تولين» كان هناك ستة جرحى. كان هذا الهجوم مثالا لشراسة القراصنة الذين استخدموا الرصاص المحرم دوليا، وأجهزوا على ضحاياهم العزل في الماء.
كانت «سيرا أرنساسو» تحمل إلى كوبا حوالي ألف طن من المواد الغذائية والمنسوجات ولعب الأطفال. من الملابسات التي أحاطت بالحادث، لم يكن من العسير إدراك أنه من تدبير المهاجرين الكوبيين، غير أن المسئولية في وجودهم في البحر الكاريبي تقع بالدرجة الأولى على الولايات المتحدة التي سمحت بنشاط المنظمات الإرهابية على أراضيها، ووفرت لهم الدعم المادي، وهو ما أشار إليه في وضوح تام ممثل السفارة الإسبانية في واشنطن، حيث ذكر أن: «المنطقة التي وقع فيها حادث الهجوم تقع تحت سيطرة الولايات المتحدة».
وقد وصف فيديل كاسترو هذا العمل بأنه: «عمل بربري سبق الإعداد له للانتقام من إسبانيا لمواصلتها التجارة مع كوبا. لقد تم الهجوم على يد مجموعة من المناهضين للثورة بدعم من إدارة المخابرات المركزية، وقد قدمت لهم العون إحدى سفن الدوريات التي تطوف حول كوبا بتوجيه من المخابرات المركزية والأسطول البحري الأمريكي، وهذه السفن معروفة جيدا، وهي من طراز «ركس». إن أيا من المجموعات المناهضة للثورة لا تملك الوسائل التي تمكنها من القيام بمثل هذا العمل دون دعم من المخابرات المركزية».
كان من المفترض، كما يبدو، أن تكون «سيرا أرنساسو» التي تحولت إلى كتلة من اللهب، إشارة وتحذيرا لكل من لم يخضع للضغط الدبلوماسي أو «القوائم السوداء» الأمريكية للتحول عن التجارة مع كوبا الاشتراكية.
في الليل من الثالث عشر وحتى الرابع عشر من نوفمبر عام 1965م، قام المناهضون للثورة الكوبية بعمل جديد من أعمال القرصنة، حيث أطلقوا النيران من مدفعية ذات عيار كبير على سواحل هافانا. لقد تم القصف من فوق سطح قاربين تم إنزالهما إلى منطقة العمليات من حاملة من طراز «ركس»، قامت بالتمويه عليها المخابرات المركزية الأمريكية.
Página desconocida