تحرّك لتحرك فَتحَرك الْجَبَل من قَوْله فَقَالَ لَهُ أسكن إِنَّمَا ضربت بك مثلا وكما قَالَ ذُو النُّون الْمصْرِيّ للسرير طف بِالْبَيْتِ فَطَافَ ثمَّ عَاد إِلَى مَكَانَهُ وَكَانَ هُنَاكَ شَاب فصاح الشَّاب حَتَّى مَاتَ
وَأما الْمَعْقُول فَذكر صَاحب تَفْسِير النَّيْسَابُورِي هُوَ أَن الرب حبيب العَبْد وَالْعَبْد حبيب الرب لقَوْله ﴿يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ فَإِذا بلغ العَبْد فِي طَاعَته مَعَ عَجزه إِلَى حَيْثُ يفعل مَا أمره الله فَأَي بعد فِي أَن يفعل الرب مَعَ غَايَة قدرته مرّة وَاحِدَة مَا يُرِيد العَبْد وَأَيْضًا لَو امْتنعت الْكَرَامَة فَأَما لأجل ان الله لَيْسَ أَهلا لَهُ وَذَلِكَ قدح فِي قدرته وَأما لِأَن الْمُؤمن لَيْسَ أَهلا لَهُ وَذَلِكَ بعيد لِأَن معرفَة الله والتوفيق عَلَيْهِ أشرف العطايا واجزلها وَإِذ لم يبخل الْفَيَّاض بالأشرف فَلِأَن لَا يبخل بالأدون أولى وَمن هُنَا قَالَت الْحُكَمَاء أَن النَّفس إِذا قويت بِحَسب قوتها العلمية والعملية تصرفت فِي أجسام الْعَالم السفلي كَمَا تتصرف فِي جسده
قلت وَذَلِكَ لِأَن النَّفس نور وَلَا يزَال يتزايد نوريته وإشراقه بالمواظبة على الْعلم وَالْعَمَل وفيضان الْأَنْوَار الإلهية عَلَيْهِ حَتَّى تنبسط وتقوى على اشراق غَيره وَالتَّصَرُّف فِيهِ والوصول إِلَى مثل هَذَا الْمقَام هُوَ الْمَعْنى بقول عَليّ بن أبي طَالب ﵁ مَا قلعت بَاب خَيْبَر بِقُوَّة جسدانية وَلَكِن بِقُوَّة ربانية وَقَالَ الشَّيْخ دَاوُد بن ابا خلا الشاذلي الإسكندري وَلَا تستبعد هَذِه الْأَشْيَاء يَعْنِي الكرامات على اولياء الله تَعَالَى فَإِن الله تَعَالَى جعل هَذَا الْعَالم كُله خَادِمًا لبني آدم مؤمنهم وكافرهم طائعهم وعاصيهم ومكنهم فِي المملكة وطوع لَهُم حيواناتها ونباتاتها ومياهها وأشجارها وسحابها وامطارها وهم لغيره عَابِدُونَ وَبِه كافرون فَكيف لَا يسخر لأوليائه المقربين وعباده الْمُتَّقِينَ نوعا آخر من التسخير وَهُوَ الْقَادِر على مَا يَشَاء قدير انْتهى
ولسيدي الشَّيْخ ابي بكر العيدروس من الكمالات والخوارق مَا يعجز عَنهُ اللِّسَان وَلَا يحصره الْبَيَان وَللَّه در من قَالَ شعر
1 / 81