وَصفته كَذَا وَكَذَا وَكَانَت تِلْكَ الصّفة صفة عبد الله بن قدامَة فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة أما أَنْت يَا عبد الله فأحسنت النصح وَلَكِن لَا سَبِيل إِلَيْهَا وَأمر لَهُ بجائزة
وَحكي أَنهم عرفُوا قبر شَدَّاد بن عَاد بحضرموت وَذَلِكَ أَنهم وَقَعُوا فِي حفيرة وَهِي بَيت فِي جبل تنور مائَة ذِرَاع فِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعا وَفِي صَدره سَرِير عَظِيم من ذهب عَلَيْهِ رجل عَظِيم الْجِسْم وَعند رَأسه لوح فِيهِ مَكْتُوب شعر ... أعتبر يَا أَيهَا الْمَغْرُور بالعمر المديد ... أَنا شَدَّاد بن عَاد صَاحب الْقصر المشيد
وأخو الْقُوَّة والبأساء وَالْملك الحشيد ... دَان أهل الأَرْض طرًا لي من خوف وعيدي
فَأتى هود وَكُنَّا فِي ضلال قبل هود ... فَدَعَانَا لَو قبلناه إِلَى الْأَمر الرشيد
فعصيناه ونادينا الْأَهْل من مجيد ... فأتتنا صَيْحَة تهوي من الْأُفق الْبعيد
فثوينا مثل زرع وسط بيداء حصيد ...
وَكفى حَضرمَوْت من الشّرف الْعَظِيم وَالْمجد الفخيم وَالْفَخْر الَّذِي لَا يبْلى ويبيد بل يَنْمُو وَيزِيد أَن الإِمَام شيخ الْإِسْلَام مُجْتَهد زَمَانه الشَّيْخ أَبَا الْحسن الْبكْرِيّ الصديقي ذكر فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى ﴿وَأَن مِنْكُم إِلَّا وأردها﴾ الْآيَة يَسْتَثْنِي من ذَلِك أهل حَضرمَوْت لأَنهم أهل ضنك فِي الْمَعيشَة
وَرُوِيَ عَن الشَّيْخ عبد الله بن أسعد اليافعي ﵁ أَنه أرسل وَلَده عبد الرَّحْمَن من مَكَّة المشرفة إِلَى حضر موت لزيارتهم فَلَمَّا عَاد إِلَيْهِ سَأَلَهُ عَنْهُم فَقَالَ لَهُ رَأَيْتهمْ لَا يُحصونَ كَثْرَة وَرَأَيْت أنوارهم مشرقة كَالشَّمْسِ وَأنْشد شعر ... مَرَرْت بوادي ضرموت مُسلما ... فالفيته بالبشر مُبْتَسِمًا رحبًا ...
1 / 72