185

Historia de la Luz Viajera sobre los Acontecimientos del Décimo Siglo

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٥

Ubicación del editor

بيروت

من جملَة شُيُوخه قَالَ وَأما مَعْرفَته فِي الْفَقِيه فَلم تكن بذلك بل كَانَ بعيد الذِّهْن ضَعِيف التَّصَرُّف بل لم أر لَهُ تَصرفا لكنه كَانَ كثير الاعتناء بالروضة قوي الصَّبْر على الطَّاعَة والأوراد النَّبَوِيَّة كثير التَّعْظِيم للأكابر من الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَنَرْجُو من فضل الله أَن يحشرنا واياه فِي زمرتهم وينفع الْجَمِيع ببركتهم آمين
وَحكي أَنه قدم إِلَى الشحر فِي بعض السنين بعض السياحين من أهل الْإِرَادَة فَقَالَ ذَات يَوْم يَوْم إِلَى القَاضِي عبد الله وَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي كَيفَ الطَّرِيق إِلَى الله تَعَالَى فَأَطْرَقَ القَاضِي سَاعَة ثمَّ قَالَ ﴿وَمَا أَتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا﴾ ١ فَخر ذَلِك السياح على أَقْدَام القَاضِي يقبلهَا وَبَلغنِي أَنه كَانَ اعتنى بحاشيته على الرَّوْضَة لَكِن خفيت فِي آخر أَيَّامه وَبعد وَفَاته وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن أحد أَوْلَاده دخل بهَا الْهِنْد حَتَّى أَنَّهَا عدمت وَلم تظهر وَالله أعلم
فَائِدَة
رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ
من خرج من بَيته قَاصِدا لِلْحَجِّ وَمَات قبل أَن يحجّ فَإِن الله ﷿ يُوكل ملكا يَنُوب عَنهُ بِالْحَجِّ فِي كل عَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
قلت وَجرى مثل هَذَا للشَّيْخ القطب أبي الْحسن الشاذلي نفع الله بِهِ فَإِنَّهُ سَافر من بَلَده بنية الْحَج فَمَاتَ قبل أَن يحجّ وَحكي أَن الشَّيْخ فِي تِلْكَ السفرة قَالَ لأَصْحَابه فِي هَذَا الْعَام احج حجَّة نِيَابَة فَمَاتَ قبل أَن تحج فَلَمَّا رجح أَصْحَابه إِلَى الديار المصرية سَأَلُوا الْمُفْتِي شيخ الْإِسْلَام عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَأَخْبرُوهُ بمقالته فَبكى وَقَالَ لَهُم الشَّيْخ وَالله أخْبركُم أَنه يَمُوت وَمَا عنْدكُمْ بِهِ علم وَقد أخبر بِهِ أَن الْملك هُوَ الَّذِي يحجّ نَائِبا عَنهُ لِأَنَّهُ جَاءَ فِي الحَدِيث عَن النَّبِي ﷺ
من خرج من بَيته قَاصِدا لِلْحَجِّ وَمَات فِي قبل أَن يحجّ فَإِن الله ﷿ يُوكل ملكا يَنُوب عَنهُ بِالْحَجِّ فِي كل عَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

1 / 189