181

Historia de la Luz Viajera sobre los Acontecimientos del Décimo Siglo

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٥

Ubicación del editor

بيروت

مَا هَذَا فَقيل لَهُ بالقصة فَقَالَ اطلبوه فَاحْضُرْ بَين يَدَيْهِ وَعرض تِلْكَ الْخَيْمَة عَلَيْهِ فاشتراها الشَّيْخ مِنْهُ على أَن يُؤَدِّي إِلَيْهِ الثّمن بعد أَيَّام وَرجع إِلَى منزله فَقَالَ بعض النَّاس لَهُ ايش صنعت ابتعت من هَذَا الشَّيْخ من أَيْن يُعْطي هَذَا الْمبلغ الَّذِي عجز عَنهُ الْمُلُوك فَدخل عِنْده هَذَا الْكَلَام وَذهب
من وقته إِلَى الشَّيْخ فَوَجَدَهُ جَالِسا وَقد نصب الْخَيْمَة وَجعلهَا نهبة للنَّاس فَلَمَّا رأى التَّاجِر ذَلِك هاله هَذَا الْأَمر وَطلب من الشَّيْخ الْمبلغ قبل حُلُول الْأَجَل فَقَالَ الشَّيْخ لقد حرضك بعض النَّاس على هَذَا أَي جنس من النَّقْد تختاره فَذكر نَقْدا معينا فَرفع الشَّيْخ بساطًا كَانَ تَحْتَهُ وَأمره أَن يَأْخُذ حَقه فَوجدَ ذَلِك الْمبلغ بِعَيْنِه من جنس مَا طلب هُنَاكَ من غَيره زِيَادَة وَلَا نُقْصَان فاعترف عِنْد ذَلِك بِقدر الشَّيْخ وَطلب مِنْهُ أَن يرزقه الله ولدا فَأخْرج الشَّيْخ تانبولا من فِيهِ وَأَعْطَاهُ إِيَّاه وَقَالَ لَهُ سَيكون ذَلِك انشاء الله تَعَالَى فَرجع إِلَى بَلَده وَولد لَهُ هَذَا الْوَلَد واشتغل بتحصيل الْعُلُوم حَتَّى فاق اقرانه وَكَانَ قد سمع من وَالِده أَحْوَال الشَّيْخ وكراماته فسافر الى كجرات لملاقاته فَمَا قدر الله وُصُوله إِلَيْهَا إِلَّا بعد وَفَاته وَكَانَ وصل فِي عهد السُّلْطَان مظفر بن السُّلْطَان مَحْمُود وَكَانَ بارعًا فِي كثير من الْعُلُوم سِيمَا العقليات قيل انه كَانَ عِنْده مِنْهَا كَذَا وَكَذَا علما وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم السيميات وَعنهُ فِي ذَلِك حكايات مَشْهُورَة
وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْعلمَاء الْأَعْلَام مَوْلَانَا وجيه الدّين ومولانا الْعَلامَة القَاضِي عِيسَى
وفيهَا توفيت فَاطِمَة بنت القَاضِي كَمَال الدّين مَحْمُود بن سِيرِين بِالْقَاهِرَةِ ودفنت بالقرافة ولدت تَقْرِيبًا سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة ونشأت فتعلمت الْكِتَابَة وَمَا تيَسّر وَتَزَوَّجت النَّاصِر بن مُحَمَّد بن الطنبغا فاستولدت ابْنَتهَا فَاطِمَة وَغَيرهَا ثمَّ مَاتَ عَنْهَا فَتَزَوجهَا الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن بيبرس حفيد ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق فاستولدها بيبرس ولاحظ لَهَا فِي ذَلِك مَعَ براعتها فِي النّظم وَحسن فهمها وَقُوَّة جنانها حَتَّى كَانَت فريدة فِيمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ ذكرهَا السخاوي فِي تَارِيخه وَذكر كثيرا من نظمها مِمَّا امتدحته بِهِ هُوَ وَغَيره من فضلاء ذَلِك الْعَصْر من ذَلِك أَنَّهَا أرْسلت إِلَيْهِ

1 / 185