Historia de Napoleón Bonaparte: 1769–1821
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Géneros
لقد أصبحت عاصمة الإمبراطورية وقد احتلتها الجيوش الغريبة، فلم يبق الحلفاء يكترثون بنابوليون ولا بأسرته، سوى أن إمبراطور النمسا بقي وحده يفكر في ملك روما وأمه؛ وأما الإسكندر فقد اتخذ موقفا يمت إلى الاعتدال والكرم، وصرح أنه سيحترم مشيئة الشعب الفرنسي، ودعاه إلى تأليف حكومة ملائمة له، دعوة وهمية تقيم فئة من عملاء العصبة الملكية تراجمين للأمنية الوطنية.
مثل لدى إمبراطور روسيا وفد بين أعضائه الكونت فران
1
الخطير ليجيب دعوة القيصر ويقول له ما ترغب فرنسا! أما الكونت ده نسلرود، الذي يعرف فكرة سيده، فقد أطلع الوفد على أن رغبته إنما هي أمنية الرجل الأوتوقراطي،
2
الذي وإن كان صرح بسلطة فرنسا الحرة معترضا على تالليران الراغب في عودة البوربونيين، لم يكن ذلك التصريح إلا مشهدا من رواية مضحكة، إلا أنه إنما كان في غنى عن إلحاح أمير بنيفان (تالليران) ليعلم أن لويس الثامن عشر كان مبدأ، وأن العصبة حاربت لأجل هذا المبدأ؛ ولكنه أراد أن يخفي فكرته الخصوصية وفكرة حلفائه وراء نفوذ إحدى الفرق الكبيرة في الأمة، التي كانت تعتبر كعنصر الشعب الوحيد؛ وعندما أسمعه تالليران مطاليب بعض العصب الفرنسية، التي تنادي بعودة البوربونيين، طمأنه إلى أنه سيحقق جميع ذلك حتى سقوط نابوليون نفسه، وإصعاد لويس الثامن عشر إلى العرش على يد مجلس الشيوخ، الذي لم يكن في الماضي يرفض شيئا من نابوليون، وفي الثاني من شهر نيسان تم رجاء تالليران؛ فإن مجلس الشيوخ صرح بسقوط نابوليون بونابرت وأسرته عن عرش فرنسا، ثم نادى زعيم أسرة البوربون ليسترجع تاج آبائه. وفي حين كان تالليران مالكا في العاصمة لصالح الغرباء والبوربون بصفته رئيس حكومة مؤقتة، كان نابوليون في فونتنبلو تحف به فرقة من الحرس الأمناء تتحفز لتنتقم من العار الذي لحق بباريس، ولكن يحيط به أركان جيش لا يبدون مثل الحماس الذي يبديه الحرس النشيط.
في الليل الواقع بين الثاني والثالث من شهر نيسان قدم الدوق ده فيسانس وأعلن لنابوليون أن الأمراء، الذين عفا عنهم مرارا عديدة أيام كان يستطيع أن يوصد في وجوههم مقدراتهم الملكية بعد أوسترلتز ويينا ووكرام، يرفضون أن يتداولوا معه ويطلبون تنازله؛ فسخط سخطا شديدا لدى سماعه هذا الادعاء وحدثته نفسه بادئ ذي بدء بالعودة إلى السلاح، ولكنه لم يجد حوله إلا سكونا كالحا؛ فإن رفاقه القدماء الذين رفعهم إلى أقصى مراتب الجندية أصبحوا اليوم من رجال حكومة سقطت لا يريدون أن يشتركوا في سقوطها. قال مونتسكيو،
3
الفيلسوف الفرنسي الكبير: «أسبغ على رجل نعما فأول فكرة توحيها إليه، هي أن يبحث عن الوسائل التي تمكنه من المحافظة عليها.» فهذه الفكرة التي اختبرها نابوليون اضطرته أن يكتب بيده الأسطر التالية:
لقد صرحت السلطات المتحالفة أن الإمبراطور نابوليون إنما هو العثرة الوحيدة في سبيل إعادة الأمن إلى أوروبا؛ إذن فالإمبراطور نابوليون الذي يود أن يكون أمينا على قسمه، يصرح بأنه مستعد أن ينزل عن العرش ويغادر فرنسا لا بل الحياة لأجل طمأنينة الوطن، غير منفصل عن حقوق ولده وحقوق الإمبراطورة وتثبيت شرائع الإمبراطورية.
Página desconocida