Historia de Napoleón Bonaparte: 1769–1821
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Géneros
قلنا: إن جميع وكلاء المعاهدة في جيش الشمال كانوا يسيئون التصرف مع نابوليون إلا واحدا لا غير، كان متزوجا من امرأة كثيرة اللطف والجمال؛ فإنه أسبغ عليه جزيلا من الإنعام، وأحله في بيته محلا موفور الكرامة وكانت امرأته تشاطره هذا الإكرام.
عندما صار نابوليون إمبراطورا، أبصر ثانية المرأة الجميلة التي أضافته في نيس، إلا أن الأحزان والمصائب كانت قد محت عنها جميع الجواذب التي استهوته في الماضي، فقال لها: «كيف لم تستعيني بمعارفنا في جيش نيس للوصول إلي؟ فلا يزال قسم كبير منهم له علاقة متواصلة معي.» فأجابته: «واحسرتاه يا مولاي! لقد انقطع تعارفنا منذ صاروا كبارا وصرت تعسة.»
كانت المسكينة قد أصبحت أرملة وعضها الفقر المدقع، فنالها نابوليون كل ما طلبت.
قال نابوليون ذات مرة، وقد مر بمخيلته ذلك العهد الجميل، على لغة الناس أو بالحري على لغة الأخلاق: «كنت في ميعة العمر يومذاك، وكنت سعيدا وفخورا بنجاحي الصغير، كنت ذات يوم أتنزه معها في وسط مواقعنا، في نواحي تاند، فخطر لي فجأة أن أريها مشهد حرب صغيرة وأمرت بالقتال، فكان النصر حليفنا، إلا أن الأمر كان مجردا من نتيجة؛ لأن القتال كان وليد هوى لا غير، مع أنه لم يخل من بعض القتلى الذين ذهبوا ضحية ذلك الهوى الفارغ، فيما بعد، كلما تذكرت ذلك العمل وبخت نفسي عليه.»
إن حوادث 9 ترميدور
1
أوقفت نابوليون موقتا في الميدان الذي ظهرت فيه طلائع نجاحه؛ إذ إن علائقه مع روبسبيير قد اشتبهت على الرجعيين، وإذ إن حاسديه على مجده الطالع قد مهدوا الطريق لخذلانه، فمنع عن مواصلة أعماله وأوقف بأمر من ألبيت ولابورت وسالسيتي الذين عزوا إليه جريمة بسبب السفر الذي كان قد قام به إلى جنوا.
صرح بأنه غير أهل لثقة الجيش وعزل، إلا أنه لم يسكت عن هذا السقوط وهذه الشكوى، فأنشأ مذكرة رفعها إلى الوكلاء الذين أوقفوه ، تضمنت ذلك الإنشاء السامي القوي الذي أعجب به بعد ذلك في جميع خطبه وإنشاءاته، ندرج هنا بعض مقاطع من تلك المذكرة النفيسة: «إنكم أوقفتموني عن أعمالي وصرحتم بعزلي ...
فها أنذا مهتوك الحرمة من غير محاكمة، أو محاكم من غير أن يصغى إلى دفاعي.
إن في المواقف الثورية أمرين: الشكوك وحب الوطن ... ففي أية مرتبة يراد أن أكون؟
Página desconocida