Historia de Napoleón Bonaparte: 1769–1821
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Géneros
أيها الجنود، إن جميع ما عملتم وتعملون في سبيل الشعب الفرنسي وفي سبيل مجدي ليبقى خالدا في قلبي.»
لم يكن من هذه الكلمات إلا أن ضاعفت حمية جنود جيش الشمال. كان لم يبق عليهم، بعد تلك الحروب التي غذتها إنكلترا وتلك الانتصارات المجيدة التي ربحوها من حلفائها، إلا أن يجابهوا وجها لوجه جنود ملكة البحار، عدوة البر اللدودة!
في الثالث والعشرين من شهر أيلول غادرت باريس، تحت قيادة المرشال فيكتور ، فرقة أولى مؤلفة من تلك الكتائب الهائلة الجميلة، وفيما هي تجتاز العاصمة استقبلها مدير السين والمجلس البلدي استقبالا فخما.
إلا أن نابوليون، قبل أن يزحف بنفسه على رأس الكتائب التي أرسلها إلى إسبانيا، أراد أن يثبت، في مقابلة، الصداقة الحميمة التي أظهرها نحو إسكندر والتي تظاهر هذا بأنه يشاطره إياها، كان يشعر بحاجة إلى محادثة هذا الأمير الذي كان أعظم أمراء البر في ما يتعلق بجميع المسائل السياسية في أوروبا وخصوصا في إسبانيا.
اجتمع الإمبراطوران في أرفورث في أوائل تشرين الأول، واجتمع معهما جميع أمراء معاهدة الرين، كأنما هم شاءوا أن يؤلفوا حول ظهيرهم العظيم حلقة جميلة من الندماء المتوجين. أما نابوليون، فلكي يجعل الإقامة بأرفورث لطيفة في نظر صديقه العظيم، صحب معه الكوميديا الفرنسية. ففي إحدى ليالي التمثيل تكلف إسكندر الفرح تكلفا، وصفق بكل قواه لبيت من الشعر رأى الجميع يصفقون له استسحانا.
مرت ثمانية أيام في المهرجانات، إلا أن السياسة لم تكن خلال ذلك منسية؛ إذ إنه ما لبثت أن حلت المباحثات الودية محل الولائم والأعياد. أما الإمبراطور إسكندر فتظاهر برغبته في دفع إنكلترا إلى عقد الصلح، وأمضى نابوليون كتابا يتعلق بهذه الغاية، إلا أن المستقبل سيكشف الحقيقة الصريحة، ثم بعد ذلك أظهر استحسانه للحرب الإسبانية؛ إذ رأى فيها فرصة سانحة لإتلاف الأمتين الفرنسية والإنكليزية، اللتين هما الخطر الوحيد على الإمبراطورية الروسية.
في الرابع عشر من شهر تشرين الأول افترق الإمبراطوران، راضيا كل منهما عن الآخر، حتى خيل إلى نابوليون أن صداقة إسكندر إنما هي صداقة متينة مخلصة، ولم يخطر بباله أنه سيضطر يوما أن يقول عنه: «إنه يوناني من الإمبراطورية السافلة!»
وفي الثامن عشر منه عاد الإمبراطور إلى سن كلود، وبعد مضي أربعة أيام، زار المتحف مع الإمبراطورة، وتحدث طويلا إلى رجال الفن الذين خفوا إلى المتحف ليكرموا في هيكلهم المجيد حامي الفنون الأعظم.
وفي الخامس والعشرين افتتحت الفرقة التشريعية جلستها الأولى فتكلم الإمبراطور بثقة تامة عن خططه وآماله في ما يتعلق بإسبانيا معتقدا أنه واثق من روسيا قال: «لقد شاءت الحكمة العلياء، التي كثيرا ما سهرت على جنودنا، أن تسدل الأطماع ستارا من الظلمة على المجالس الإنكليزية لكيما ترفض حماية البحار وتدفع جيشها إلى البر. سأذهب بعد قليل لأستلم قيادة جيشي وتتويج ملك إسبانيا في مدريد وغرس نسوري على قلاع ليسبون. لقد جرت بيني وبين إمبراطور روسيا مقابلة في أرفورث اتفقنا فيها اتفاقا صحيحا وتضامنا على أن نعمل معا في سبيل السلام كما في الحرب.»
في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول غادر الإمبراطور باريس ووصل إلى قصر ماراك في الثالث من شهر تشرين الثاني، وفي الخامس منه كانت أركان الجيش في فيتوريا، وفي التاسع في بورغوس بعد أن تم للمرشال سول انتصار عظيم على جيش استريمادور،
Página desconocida