Historia de Napoleón Bonaparte: 1769–1821
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Géneros
ثاني يوم دخول الإمبراطور إلى برلين أعطى مقابلة لوزراء البافيير وإسبانيا والبورتغال والباب العالي. وفي اليوم نفسه استقبل الإكليروس البروتستنتي، وأرباب المجالس، وتحدث إلى كثير من الحكام عن جملة نقاط من التنظيم القضائي.
أصدر نابوليون في مدة إقامته ببرلين المرسوم الشهير الذي أنشأ المحاصرة البرية وحرم على شعوب الإمبراطورية الفرنسية وحلفائها أية تجارة أو علاقة مع الجزائر البريطانية. فهذا العمل، الذي استهجنه البعض وعزوه إلى عماوة الحقد، إنما كان ناجما عن الديوان الإنكليزي الذي أصر على تهييج السلطات البرية ضد فرنسا، كان نتيجة تلك الدسائس المتوالية، والمؤامرات، وضروب العداء التي حاربت بها الأريستوقراطية الإنكليزية الديموقراطية الفرنسية منذ 1792، كان جواب الثورة المنتصرة للغضب الملكي، الذي ما زالت تتلقاه من يوم مدرجها يوم كانوا يحاولون نفيها من أوروبا زاعمين أنها أوجدت «فراغا» بما أن بورك وبيت اللذين أرادا أن ينحيا فرنسا في وسط العالم الراقي، لا يزالان يسودان، بأصدقائهما وأتباعهما، في مجالس لوندن ويسودان الفكرة نفسها في تلك المجالس، فلم لا يحق لفرنسا أن تنحي إنكلترا في وسط البحار؟ كان من حق المحاصرة التي هددوا بها الروح الثورية مدة خمس عشرة سنة أن تقفل السبيل على الثورة الرجعية في وسط المحيط.
بينما كان نابوليون يهتم في برلين بالقبض على مسببي الحرب، ويستعد لوضع إنكلترا خارج الحق العام ومعاقبتها على خرقها حقوق البشر، كان قواده يطاردون الأعداء فلا يدعون لهم سبيلا للراحة، وينجزون على بقايا الجيش البروسي. منذ الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول استولى مورات على برنتزلوو، وأرغم الأمير هوهنلوه على التسليم مع فرقة جيشه. وفي اليوم التالي استولى الجنرال لاسال على قلعة ستيتين، في حين كان الجنرال ميلهو ينزع سلاح كتيبة مؤلفة من ستة آلاف رجل. في الثاني من شهر تشرين الثاني سلمت كوسترن للمرشال دافو. في ذلك الحين كان مورتيه يستولي على ولايتي هس وهمبورج. أما شعار الأمير دورنج والدوق فقد نزع في فلد وبرنسويك. جاء في المذكرة الرابعة والعشرين ما يلي: «إن هذين الأميرين لن يحكما بعد، فهما العاملان الأولان في تلك العصبة الجديدة.»
كان فوز باهر ينتظر الفرنسيين تحت أسوار لوبك وفي شوارعها، ففي السادس من تشرين الثاني التقى مورات وسول وبرنادوت، بما أتوه من ضروب الحذاقة في التدربات، أمام هذا المكان الذي قاد إليه بلوخر أواخر آمال الملك البروسي. صدر الأمر بالهجوم، ودخل برنادوت إلى المدينة من باب ترافا في حين دخلها سول من باب موللن.
أما المقاومة فقد كانت شديدة جدا، ولقد جرى القتال في الشوارع أيضا، ولكن في السابع من الشهر صباحا مثل بلوخر والأمير ده برنسويك أولس أمام المنتصرين، وهما على رأس عشرة قواد بروسيين، وخمس مائة وثمانية عشر ضابطا، وأكثر من عشرين ألف رجل، وطلبا التسليم، ثم عبرا حالا أمام الجيش الفرنسي.
في الثامن منه فتحت مكدبورج أبوابها، فوجد فيها الفرنسيون ثماني مائة مدفع وعساكر محافظة ينيفون عن ستة عشر ألفا. وكان الإمبراطور قد قاد فرقة من الجيش نحو الفيستول لمطاردة ملك بروسيا الذي هرب مع العشرة الآلاف التي بقيت لديه.
في العاشر منه دخل المرشال دافو إلى بوزن حيث استقبله الأهلون بهتاف شديد؛ لأنهم إنما هم بولونيون أكثر مما هم بروسيون. وفي السادس عشر كانت المذكرة الثانية والثلاثون تعلن ما يأتي: «إنه بعد الاستيلاء على مكدبورج ولوبك وضعت الحملة على البروسيين أوزارها. وفي هذا اليوم نفسه وقع الأمر بتعطيل السلاح في شراوتنبورج.» إذ ذاك اهتم الإمبراطور بالمرسوم الذي سبق لنا أن تكلمنا عنه، القاضي بمحاصرة الجزائر البريطانية.
عندما ضربت بروسيا الضربة القاضية نزعت منها السلطة السياسية، إلا أن إنكلترا التي دفعت بروسيا إلى الحرب بقيت سليمة ثابتة، فأراد نابوليون أن يتمكن منها فينحيها عن أوروبا التي ما زالت تسلب منها أموالها وتستأجرها تارة بعد أخرى باحتكارها التجاري ودسائسها المتوالية في المداولات. إن الطريقة التي اتخذها نابوليون لتجرح مبادئ الرقي الجديد؛ إنه عرف ذلك واعترف به، ولكنه يستمد بها الشريعة وحق المبادلة.
عندما طلب الإمبراطور من مجلس الشيوخ تجنيد فرق جديدة أطلعه على هذه الخطة الكبيرة، قال: «إن إنصافنا الزائد، بعد كل حرب من الحروب الثلاثة الأولى، إنما كان سببا لتلك التي عقبتها. هكذا قدر لنا أن نقاتل تلك العصبة الرابعة، بعد تسعة أشهر من انحلال العصبة الثالثة، بعد تسعة أشهر مرت على تلك الانتصارات الباهرة التي منحتنا إياها الحكمة العلياء التي من حقها أن تمنح البر راحة طويلة ...
لقد أخذنا على أنفسنا، في هذا الموقف، كمبادئ ثابتة ألا نخلي برلين وفرسوفي، ولا المقاطعات التي ولتنا إياها القوى العسكرية، قبل أن يعقد السلام العام، وتعاد المستعمرات الإسبانية، والهولندية والفرنسية، وتثبت أسس السلطنة العثمانية واستقلالها المطلق.
Página desconocida