Historia de Napoleón Bonaparte: 1769–1821
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Géneros
أيها الجنود
منذ عامين، عملت كل ما بوسعي لإنقاذ ملك، وعمل كل ما بوسعه لهلاكه.
لم يستطع أن يقاومني إلا مقاومة ضعيفة، بعد معارك ديغو، وموندوفي، ولودي. ولقد وثقت بكلام هذا الأمير وكنت كريما نحوه.
عندما انحلت العصبة الثانية في مارنغو بقي ملك نابولي، الذي كان أول من شهر تلك الحرب الجائرة، وحيدا لا عضد لديه وقد تخلى عنه جميع حلفائه في لونيفل، وتوسل إلي فغفرت له للمرة الثانية.
منذ أشهر قليلة كنتم على أبواب نابولي. وكان لدي إذ ذاك حجج شرعية في الاشتباه بالخيانة والثأر من الإهانة التي لحقت بي. إلا أني صفحت مرة أخرى، واعترفت بتجرد نابولي، وأمرتكم بالجلاء عن هذه المملكة وأنقذ بلاط نابولي للمرة الثالثة!
أنغفر مرة رابعة؟ أنثق مرة رابعة ببلاط لا وفاء له ولا شرف ولا رشد؟ لا، لا! لقد نزع السلطان من سلالة نابولي؛ فإن بقاءه لا يتفق مع راحة أوروبا وشرف تاجي .
أيها الجنود، ازحفوا، وأسقطوا بين الأمواج تلك الكتائب الضعيفة من طغاة البحار! وليشهد العالم كيف نعاقب المزورين الخائنين العهود! لا تبطئوا بإنبائي أن إيطاليا قد أصبحت جميعها راضخة لشرائعي، أو لشرائع حلفائي، وأن أجمل بلاد على الأرض قد حررت من رق الرجال الجاحدين، وأن المعاهدات المقدسة قد انتقم لها، وهدأت أرواح جنودي البسلاء الذين قتلوا خنقا في مرافئ سيسيليا لدى عودتهم من مصر، بعد أن تملصوا من أخطار الغرق، والصحاري، ومائة موقعة!
إن جيش إيطاليا، الذي قادته انتصارات ماسينا إلى حدود النمسا فأصبح الفرقة الثامنة من جيش ألمانيا، حقق بجدارة أمنية نابوليون باستيلائه على مملكة نابولي. أما هذا الفتح السريع فقد أعلن في المذكرة السابعة والثلاثين للجيش الكبير بهذه الكلمات: «مشى الجنرال سن سير إلى نابولي ليعاقب ويسقط عن العرش الملكة المجرمة التي تعدت على كل ما هو مقدس بين الرجال بما أوتيت من قلة الحياء. ولما توسط لها البعض أمام الإمبراطور قال: إن امرأة تحاول إلقاء الأمة في بحر من الدم لا تستحق الصفح ولا الشفقة، لقد نزع السلطان من ملكة نابولي، وحققت تلك الجريمة الأخيرة قدرها. فلتذهب إلى لوندن تضاعف عدد الدسائس وتؤلف جمعية مع دراك، سبنسر، سميث، تايلور، وويكهام، وتستطيع أن تدعو إليها، إذا رأت موافقا، البارون دارمفلد، ده فرزن، دانتريك، والراهب موروس.»
أراد نابوليون، قبل أن يغادر فيينا، أن يتفاهم بوضوح مع مرسل من قبل ملك بروسيا هو السيد ده هو كويز، الذي لم يجئ إلى مسرح الحرب إلا ليرقب حركاتها ويتسنى له أن يسرع بشهر اتحاد سيده مع بلاطي النمسا وروسيا لدى أول انكسار يصدر من الجيش الفرنسي. إلا أن معركة أوسترلتز أجلت هذه الحركة، ولم يبق لدى الوزير البروسي إلا أن يهتم بعقد معاهدة جديدة مع السيد ده تالليران، فلما مثل أمام الإمبراطور قال له هذا بلهجة صارمة مع ترفع عظيم: «أهو تصرف شريف ذلك الذي ينهجه معي سيدك؟ كان أجدر به أن يشهر علي الحرب مباشرة، ولو لم يكن هناك سبب لشهرها ... إنني لأؤثر الأعداء الأحرار على الأصدقاء المراوغين. ما معنى ذلك العمل؟ تقولون: إنكم حلفائي، ثم تعدون في مانوفر فرقة من ثلاثين ألف رجل لتلحقوها بجيش روسيا الكبير. لا أرى مسوغا لهذا التصرف، إن هو إلا مظاهر العداء! إذا كانت سلطتكم عاجزة عن معالجة هذه المسائل كلها فأخلدوا إلى النظام، أما أنا فسأزحف إلى أعدائي حيثما يكونون.» لم يستطع السيد ده هوكويز أن ينكر على نابوليون هذه التوبيخات الشرعية التي تلقاها منه، ولكي ينسي موقفه الملتبس أظهر نفسه مستعدا لأن يداول مع فرنسا على الأسس التي عرضها السيد ده تالليران، فأمضى معاهدة علنية أبدلت فيها الهانوفر ضد زعامة بروت وانساخ، في حين كان السيد ده هردنبرج يداول في برلين مع ديوان لوندن على مرأى من ملك بروسيا نفسه. وسنرى قريبا نتائج هذه المداولة المزدوجة.
بينما كان الإمبراطور عائدا إلى باريس مر بمونيخ حيث بقي بعض أيام ليحضر زفاف الأمير أوجين
Página desconocida