Historia Moderna de Najd
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Géneros
1
لتحمل هذه الجيوش والمعدات إلى القصيم. أضف إلى ذلك أن عددا كبيرا في قصر بريدة أمن ابن سعود رجالها على حياتهم وأذن لهم بالرجوع إلى بلادهم. وقد اتفق أن ابن الرشيد كان قد وصل يومئذ بجيشه إلى القصيبة، فالتقى هناك بأولئك الرجال رجاله وهم عائدون إلى حائل، فأخبروه بما جرى وأن ابن سعود في بريدة. فاستمر ابن الرشيد سائرا ليهجم على المدينة من الجهة الغربية، ونزل القرعا على مسافة خمسة عشر ميلا منها.
أما ابن سعود فقد أخلى بريدة عندما علم بذلك ونزل البصر خبا من خبوب القصيم
2
فنقل ابن الرشيد من القرعا إلى جهة من البكيرية، ثم نقل ابن سعود إلى الجهة المقابلة لها.
1322 / 1904: وفي ذاك اليوم بل في الليلة الأولى من هلال ربيع الثاني من هذه السنة اصطدمت الجيوش صدمة شديدة هائلة، فالتحموا وتجالدوا بضع ساعات وكانت خسارة الفريقين عظيمة.
قد تواجه في تلك الليلة عسكر الدولة، وفيه كثيرون من السوريين
3
والعراقيين، بعسكر ابن سعود الخاص؛ أي بأهل العارض، فأطلقت البنادق والأطواب، ولمعت في نور الهلال الضئيل السيوف، وكانت المذبحة هائلة. فقد قتل من جيش ابن سعود تسعمائة وفيهم ستمائة وخمسون من أهل الرياض، وقتل من جيش الدولة نحو ألف وفيهم أربعة من كبار الضباط، وخسر أهل حائل نحو ثلاثمائة وفيهم اثنان من بيت الرشيد هما ماجد بن حمود وعبد العزيز بن جبر.
وفي تلك الوقعة أصيب عبد العزيز بن سعود بشظايا قنبلة في يده اليسرى، ووقع ابن الرشيد من فرسه فطاحت الفرس فوقه فآلمته ولم تقعده. أما أهل القصيم وعرب مطير فقد هجموا بقيادة عبد العزيز جلوي على جناح العدو فبعجوه، ثم أغاروا على بادية شمر فغنموا أرزاقها، ولكن الشمريين كانوا قد هجموا على معسكر ابن سعود فنهبوه. واحدة بواحدة. لم تمل كفة الميزان كثيرا إن في الغنائم وإن في القتلى إلى إحدى الجهتين في هذه الوقعة الكبيرة. على أن قوات ابن الرشيد على رغم الخسارة ظلت متماسكة.
Página desconocida