Historia Moderna de Najd
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Géneros
يا لك من قنبرة بمحجر
خلا لك الجو فبيضي واصفري
صفر الأمير محمد للقبائل فلبته مختارة أو مكرهة، فكتب له النصر في حروبه كلها، ولكنه قال في خطبة خطبها في ساحة حائل يبرر قتله أبناء أخيه:
يا مسلمين، ما قتلتهم، والله، إلا خوفا على هذه (وضرب رقبته بيده)، هموا بقتلي فسبقتهم ومنعتهم. وهل تظنون أن من ذبح أخي متعبا يعفو عني ؟
تولى الأمير محمد الإمارة فكان كبيرها وكبير شمر، بل كبير العرب في أيامه. فقد استولى على بلاد نجد كلها حتى وادي الدواسر، وكان في حكمه عادلا بل كان حليما حكيما. على أن البدو كانوا يسخرون؛ فقد قالوا: إن الأمير محمدا لا يحسن الحكم؛ لأنه لا يكثر من قطع الرءوس. كأن كبير بيت الرشيد آلى على نفسه بعد ذبحة أبناء أخيه الخمسة ألا يقطع رءوسا إلا في الحرب.
أما في السياسة فلم يختلف كثيرا عن زميله «حواقة» الكويت، ولكنه كان أبعد نظرا وأسد رأيا منه، فيقدر الناس بعقولهم ويعاملهم بموجب ذلك.
قد كان للأمير محمد طرائق ثلاث في التغلب والاستيلاء؛ هي الكرم، والسيف، والإرهاب. فيستميل إليه من يستطيع استمالتهم بالهدايا، ويمتشق الحسام على من لا تغرهم هداياه، ويمشي إلى غرضه على ظهور أولئك الذين يخشون سطوته. قد كان - ولا غرو - مهابا، ولكنه على الإجمال لم يكن محبوبا.
الأمير عبد العزيز بن متعب بن الرشيد
3
حدثني أعرابي من شمر قال: كان عبد العزيز جالسا للناس في الفلاة يوما من الأيام فأحس بشيء يلذعه في ظهره، فخاف أن تكون حشرة لا تستحق الاهتمام، فسكت وتجلد حتى انتهى من عمله، ثم دخل إلى الخيمة وطلب أحد عبيده، فرفع العبد ثياب عبد العزيز فإذا ما بين كتفيه عقرب كبير يقرص جلده. صاح العبد مذعورا وخشي أن يمس العقرب، فتناوله عبد العزيز بيده ورماه خارج الخيمة، ثم أمر العبد أن يذر على مكان اللذع رمادا حاميا ففعل، ونام الأمير بعد ذلك كأن لم يكن شيئا.
Página desconocida