Historia Moderna de Najd
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Géneros
14
صديق محمد علي وصديق العرب والإسلام، جاء الحجاز عندما كان محمد علي هناك، فنزل في جدة في 15 تموز سنة 1814، وسار منها إلى الطائف، ثم دخل مكة المكرمة في 19 رمضان 1230ه/4 أغسطس 1814م بعد استئذان صديقه العظيم، وهو يومئذ سيد الحرمين، فحج مع من حجوا في ذاك العام، وأقام في مكة ثلاثة أشهر، ثم سافر إلى المدينة فأدى الزيارة في أبريل سنة 1815 يوم كان محمد علي باشا هناك، ولكنه مرض في المدينة فعاد إلى القاهرة في ربيع ذاك العام، وتوفي فيها وهو في ربيع الشباب.
كان بركهارت في قيافته وفي إسلامه محترما موقرا، وقد قال يصف نعمة تبحبح فيها: «ما شعرت في مكان آخر بمثل الطمأنينة التي كنت أشعر بها وأنا في مكة.»
ولكنه لم يجهل أو يتجاهل ما اشتهر به المكيون والترك يومئذ من قبيح العادات والتقاليد، فذكرها كلها، وقد قال في كلامه على الوهابيين إنهم حقا جاءوا يطهرون الحجاز، ثم قال:
وما الوهابية إذا جئنا نصفها غير الإسلام في طهارته الأولى. وإذا ما جئنا نبين الفرق بين الوهابيين وبين الترك مثلا فما لنا إلا أن نعدد الخبائث التي اشتهر هؤلاء بها.
هاك شهادة الأجانب وهي شهادة العلماء المنزهين عن الأغراض الخصوصية والمذهبية: «جاء الوهابيون يطهرون الحجاز.»
وجاء الترك أو بالحري المصريون ينقذون الحرمين من المطهرين فأنقذوهما.
وجلس محمد علي في مكة يصدر الأوامر إلى جيشه في المدينة ليزحف إلى نجد (1229ه / 1813م)، وجيشه في الطائف ليحتل تربة، وجيشه الثالث ليذهب برا وبحرا إلى القنفذة فيؤدب عرب عسير المدينين، أنصار ابن سعود وزعيمهم ابن شعيب.
كان المصريون قد احتلوا القنفذة في آذار من هذه السنة (1230 / 1814)، فأغار العرب عليهم بعد شهرين بقيادة طامي بن شعيب، فهزموهم، فلاذ من سلم منهم بالسفن. وقد غنم العرب المدافع والذخيرة كلها مع عدد كبير من الخيل والجمال.
أما الحملة الأولى التي سيرها محمد علي على تربة في صيف هذا العام بقيادة ابنه طوسون فقد عادت مدحورة تشكو الحر والجوع، والحملة الثانية عادت تحدث عن بدوية
Página desconocida